فيديو.. رسالة مؤثرة من طالب "الديسك الأول" لأمه قبل مقتله: هو اللي بيموت بيتحاسب
العاصمة اليوملم يكن حوارا تقليديا ذلك الذي دار بين الطفل ياسر في الصف السادس الابتدائي، ووالدته، فكيف لطفل في مثل عمره أن يتحدث عن الموت ويسأل عن تفاصيله، بل ويصرح بعبارات عن العالم الآخر، وكان هذا الأمر جديدا عليه، فمنذ ساعات تذكر والدته سؤالا قاله لها: «هو اللي بيموت بيتحاسب؟».
وفي ليلة الخميس الماضي وجدت الأم رغبة من طفلها في عدم الذهاب للمدرسة، لكنها بدأت في إقناعه، ولم تجد وسيلة أفضل من شراء ملابس جديدة له، وبالفعل نجحت خطتها، وفرح الصغير بملابس الجديدة، وبدأ يتيهأ للذهاب إلى المدرسة بصحبة والدته وشقيقه، في الصباح.
وفي الطريق إلى المدرسة كاد ياسر يطير من الفرح، وبدا أنه قد نسى كل شيء باستثناء ملابسه الجديدة، لكن فجأة وهما في الطريق قال لوالدته: «أنا مبسوط يا ماما إن لبست حاجة جديدة قبل ما أموت».
لم تكترث الأم كثيرا لعبارة ابنها السابقة، فهي مجرد كلمة شائعة يلقيها الجميع، لكن عندما وصلت إلى المدرسة بالحي الـ11 في مدينة السادس من أكتوبر، لم تشعر إلا بابنها، وهو يحتضنها ويقول لها «أشوف وشك بخير»، وفي هذه المرة أيضا لم تفهم أنه يودعها.
مشاجرة في المدرسة
اقرأ أيضاً
وفي فناء المدرسة، وبينما كان ياسر يقف وسط زملائه، نشبت مشاجرة بينه وبين زميل له آخر، يبدو أنها كانت على «الديسك الأول»، ولم تنته المشاجر، بعد حضور المدرسين وإقامة طابور الصباح، لكن أحد الطفلين لم ينس خصومته، فبينما كان ياسر يجلس في مقعده في الفصل، جاءه زميله وبدأ في الشجار معه مجددا، مسددا ضربة عنيفة إلى رقبته، ليسقط على الأرض مغشيا عليه.
الجميع كان في حالة ذهول فور سقوط جثمان «ياسر» أرضًا مغشيا عليه، وسط حالة من الزعر والخوف الشديد بين طلاب مدرسة الحي الـ11 للتعليم الأساسي، وقاموا بنقل الطفل إلى المستشفى أملا في إنعاش حالته، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
رجال الأمن بقسم شرطة ثالت أكتوبر انتقلوا إلى مكان الواقعة، لكشف ملابسات الحادث، وتبين أن الطفل المتهم سدد في صدر صديقه عدة ضربات متلاحقة، وكان ياسر لديه مشكلة صحية من قبل، ما أدى إلى وفاته، وحُرر محضر بالواقعة، ونُقل جثمان الطفل إلى المشرحة.
اتصال في الصباح وخبر صادم
كانت الأم بعد أن أوصلت طفلها إلى مدرسته، بصحبة شقيقه آدم، قد عادت إلى منزلها، وهي تحلم بكل ما تحلم به أي أم، في أن يتفوق ابنها ويتقلد أعلى المناصب، لكن تلقت اتصالا هاتفيا بعد ساعة تقريبا من عودتها، وكان المتصل يخبرها بأن ابنها أصيب وتم نقله إلى المستشفى.
تقول الأم لـ«الوطن»: «كنت لسه موصلاه المدرسة، وبعدها بساعة اتصلوا عليا في المدرسة قالوا لي تعالي ابنك ياسر تعب ونقلوه للمستشفي، رحت لقيته في الثلاجة، قعدت أصرخ ودا كله وقتها ماعرفش ابني حصله إيه».
وتضيف: «مُعلمة من المدرسة كانت موجودة وقت الحادث وحكت لي اللي حصل وإنه اتخانق هو وزميله في الطابور وطلعوا الفصل كملوا خناق».
«كان حاسس بأنه هيموت»
وتعود الأم إلى تذكر رسائل ابنها التي لم تفهمها وقتها، قائلة: «يوم الواقعة ماكنش راضي يروح المدرسة، ولما أقنعتوا بلبس المدرسة الجديد فرح، وراح وكأنه كان حاسس إنه هيموت، كل شوية كان بيقول هو يا ماما اللي بيموت بيتحاسب».
وتضيف الأم في لحظة بكاء شديدة على فراق نجلها: «التلاميذ في المدرسة أصحاب ياسر، شهدوا في النيابة العامة، وقالوا إن زميله ضربه وهو بياكل في الفصل، ضربه على رقبته، مش قادرة أنسى مشهد ابني وهو في التلاجة في مشرحة زينهم»، مطالبة بالقصاص العادل من الطالب المتهم، وأحد المدرسين الذي حاول تضليل حقيقة قتل ابنها، على حد قولها.