الطب البديل في عصرنا الحديث
العاصمة اليومبقلم / ياسمين قطب
تتعدد وتتباين الآراء حول مختلف المواضيع بين ثنايا المجتمع هناك من يُدافع عن وجهة نظره وهناك من يحاول إقناع الناس بها واخر يحاول فرض وجهة نظرة علي من حولة ومقالاتنا اليوم عن ظاهرة غربية ومثيرة للدهشة وهي لجوء بعض الناس إلى الطب البديل او إلى العلاج الشعبي، فمنهم من يعتبرونه مفيد وناجح ومنهم من يعتبرونه ضار وغير علمي أو محض خرافات ،وتتعدد التجارب بين من يتعافى وبين من تدهور حالته الصحية وندم، فما هي حقيقة الطب التقليدي؟ وما سر زيادة الطلب عليه في العقود الأخيرة؟ وهل يمكن اعتماده بديلاً عن الطب الحديث ؟*لاحظنا جميعاً مع بداية انتشار فيروس كرونا كم الوصفات المعتمدة على الطب الشعبي للعلاج أو للوقاية من المرض ،وبالرغم من عدم صحتها أو ربما ضررها إلا أن هذه العلاجات انتشرت على مواقع التواصل بسبب عجز العلم عن إيجادالدواءالمناسب فالطب البديل هو عبارة عن مجموعة علاجات تقع خارج نطاق الرعاية الصحية الحديثة السائدة مثل: الوخز بالإبر أو الحِجامة والعلاج بالأعشاب والأحجار الكريمة والتأمل وغيرها من الأساليب والطقوس التي يُمارسها الناس في مختلف الثقافات مُنذُ آلاف السنين .والحقيقة أن الطب البديل ساهم بشكل كبير في تحسين الصحة البشرية ومازال يحتفظ بشعبيته إلى الآن ، ويتراوح استخدامه من قِبل العامة في دول العالم الثالث من٦٠٪ إلى ٩٠٪ وفي العقود الأخيرة ازدادت انتشارة في الدول المتقدمة وخاصة الأوروبية .واسباب لجوء الناس إلى الطب البديل هو أن الناس بدأت في البحث عن علاج أكثر شمولاً فلجأوا إلى الطب البديل فمثلا الصين والهند لديهم افتراض أن العافية مرتبطة إرتباطاً قوياً بتكامل وتوازن البدن والعقل والروح والإنسجام مع البيئة والثقافة السائدة .وتشير الدراسات أن المرضىٰ الذين يعانون من الأعراض المزمنة يلجئون إلى الطب البديل أكثر من غيرهم كمرضىٰ السرطان ؛ يكون كملاذ أخير للحالات التي يتعذر شفاؤها بالطب الحديث كما أن إمكانية توفير العلاج تعتبر سبباً هاماً يدعو البعض إلى اختياره، وايضا الشعور بالرضا الذاتي والتعاطف فيقدمون ممارسوا الطب البديل قدراً كبيراً من الاهتمام الشخصي والمعاملة الإنسانية.ومنظمة الصحة العالمية حثت على دمج الطب أو البديل في أنظمة الرعايا الصحية الوطنية وإنشاء أنظمة تأهيل وإعتماد أو ترخيص لممارسة الطب البديل .والزيادة في استخدام الوصفات والأدوية الشعبية والآثار الجانبية لعلاجات الطب الحديث كلها مؤثرات وسعت الطب التكميلي أو البديل إذ بلغت قيمته بحسب أحد التقديرات ١٩٢ مليار دولار في العالم سنة ٢٠١٨ م ومن المتوقع تتجاوز ٢٧١ مليون دولار في عام ٢٠٢٤ م .واخيرا أنه لا يمكن الاستغناء عن علم الطب الحديث وخصوصا مع الحالات المزمنة ويعتبر الطب البديل ما هو إلا مكمل له فقط .