الأخ الكبير
العاصمة اليومبقلم / أشرف الشرقاوي
الأجير بلا أجر. المسئول بلا سلطة. الأب بل زواج. الوردة التي يستنشق عبيرها الجميع إلى أن تذبل ويمقتها الجميع. الأيدي التي تساعد الكل ولا تنتظر المقابل من أحد. دورة في الحياة تحمل الأعباء ومسئولية الجميع. المظلوم في وجود الأبوين وبعد رحيلهما. يحبه الكل لإنجاز المصالح وتصدره لحل المشاكل ولا يسأل عنه أحد حين تنقضي تلك المصالح. إنه من يفكر في الصغير قبل الكبير. ويحمل رأيه الكفاح بعد الوالدين. إنه الفارس النبيل.... إنه الأخ الكبير.
فهو الظهر وهو الامتداد للأب والسند وهو من يحمل العبء دوما دون ملل أو كلل. يحتاج إليك الكل لتحمل عنهم همومهم وتحل مشاكلهم لأنك الأخ الكبير.
ولكن أحذر فعذراً أيها الفارس النبيل فنحن اليوم في زمن غير الزمن ومبادئ غير المبادئ وقيم غير القيم. كان بالأمس جميلك تاج تتزين به الرؤوس وكان حديثك يصان ويحترم. وعذرا أيها الأخ الكبير المحترم فأنا الصغير الذي ينادي اليوم ويملأ صوته كل الأرجاء أعلن لا مبادئ ولا قيم الكتف بالكتف, والصوت الأعلي هو من يُحْتَرَم والكبير كبير على نفسه, ولتحترق كل المبادئ والقيم.
فلا تبتئس أيها الفارس النبيل فالأجر عند الله. فهذا هو حال ذلك الزمن وذلك الآن هو وصف البشر.
فيا والدي كنت علي الدرب أسير. وحملت أمانتك التي أثقلت ظهريولكنني كنت أحملها وأسير, ما شكوت يوما ما نفد صبري يوما, وكنت بوصايا أمي أحمل حملي وأسير. ولكن الصغير لم يعد صغير. وصوته علا على صوتي وصاع الاحترام والتبجيل.
فاليوم يا أمي نمشي على رؤوسنا والعكس هو ما يحترم ويسير.