مسئولية التيار الدينى عن فضيحة المنصورة!
العاصمة اليوممختار محمود
متى ترعرع فى وادينا الطيب "خالد منتصر"؟
يستحيلُ أن يكون هذا سَمْتَ كاتب كبير، أو مفكر محترم، أو مصلح دينى أو اجتماعى.
فى اليوم التالى مباشرة لواقعة "فتاة المنصورة"، وما تعرضت له من
"تحرش جماعى"، تقيأ المذكورُ، فُضَّ فوه، مقالاً يشبهه تماماً، حمَّل
فيه مسؤولية الواقعة البائسة المشينة لـ"رجال الدين"
و"المتدينين"، ومن يتحدثون عن الالتزام والاحتشام. وقطع بذلك، واستبق
الجميع، رغم أن الأمر كله لم يزل قيد التحقيق، ولم تصدر الجهة المعنية أىَّ بيان،
تحدد فيه هوية المتهمين وانتماءاتهم وأيدلوجياتهم. إنها الحماقة التى أعيتْ
"خالداَ" وأشياعه وأشباهه وأقرانه. ما العلاقة بين تيار أخلاقى، حتى لو
اختلفنا مع طريقته وأدواته ونواياه، وبين هذه الواقعة الحيوانية المرفوضة بكل
المقاييس؟
ما العلاقة بين فريق مُحافظ، حتى لو تورط بعض أفراده فى
أخطاء ومخالفات، وبين فريق شيطانى لا تربطه بالحد الأدنى من الإنسانية رابط؟
إنها النغمة النشاز التى يُجيد "خالد" عزفها،
دون خجل، و مثله لا يعرف الخجل ولا يستيسغه ولا يهضمه.
استزلَّ "خالد منتصر" الشيطان بما كسبَ، فراحَ
ينفثُ سمومه مُحرضاً ضدَّ كل ما هو "دينى" و "أخلاقى". يهوى
المذكور الكذبَ مثل: "الشيخ هيما"، ويجيد التدليس مثل: "الفتى
بحيرى"، ويتقن التضليل مثل: "ناعوت"، فلا يفوِّت الفرصة دون الغمز
واللمز بحق الإسلام، ولا دين غيره،
مُستغلاً وجود تيار كاره للإسلام بالسليقة بين ظهرانينا، بدتْ العداوة من أفواههم،
وما تُخفى صدورُهم أكبرُ.
هل كان المعتدون
الغواشم يا "خالد" يرفعون رايات تكشف انتماءهم الدينى، وتؤكد تبعيتهم
لتيار مُعين دون آخر؟
هل كانوا خارجين لتوِّهم من المسجد، أو من حلقة تحفيظ
للقرآن الكريم مثلاً؟ لو شاهدت الفيديو يا "بحر العلم" يا "ترعة
المفهومية" فلن تجد يا "خالد" إشارة واحدة تكشف هوية هؤلاء
الغوغائيين الذين يجب أن يعاقبوا أشد العقاب. هل هذه هى طريقتك المثلى فى الحُكم
على الأمور وقراءة الأحداث، وإصدار الأحكام.
إنها قراءة
تعسفية لا تقود إلا إلى أحكام باطلة، ومثلك يا "خالد" لا يقود إلا إلى
باطل. يتجاهل "خالد" كلاً من: "الفن الهابط" و "التعليم
المتراجع" و "الإعلام السافل"، ودورهم الفاعل فى تغييب العقل
المصرى، وضربه فى العمق، وتخريج أجيال خاوية من كل شئ، ولا يجد إلا
"الإسلام" ليُحمله أوزارَ المجتمع.
الطريف.. أن الصحيفة التى حملت مقال "خالد"،
حملت مقالاً آخر، تناول فيه كاتبه فيلم " بنات ثانوى"، أحدث أعمال
"السبكى"، ووصفه بـ "الفيلم الردىء"، الذى يظهر الفتاة
المصرية، فى صورة قبيحة، ويحرض على التحرش، وينضم إلى النوعية الرديئة من الفن
الذى شاع وساد فى السنوات الأخيرة، ولا يختلف اثنان على أنه واحد من أقوى معاول
هدم المجتمع من العمق.
تلك هى الحقيقة
يا "خالد". جميع الأوبئة التى اجتاحت الشخصية المصرية، وأخرجتها من مربع
"الاستقامة" إلى خندق
"الضلال" ليست إلا إفرازات مباشرة لما يكتبه أمثالك، ولما تنتجه شركات
الإنتاج الفنى فى السنوات الأخيرة، ولما يقدمه إعلامٌ لا يولى وجهه إلا شطر كل سيئ
وقبيح. يرفض "خالد" الاستقامة فى الكتابة والاعتدال فى الفكر، ويميل إلى
اللؤم والمكر.
هو الوجه الآخر للتطرف والعنف الذى يجب تطهير المجتمع
منه. بضاعة رديئة يتقن صناعتها، وترويجها، والتربح منها، فى الداخل والخارج، بامتياز.
إنها لا تعمى الأبصار
يا "خالد"، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور".