محاكمة مدير مستشفى بلطيم و29 عاملا بعد مهزلة انقطاع الكهرباء ..
العاصمة اليومأمرت النيابة الإدارية بإحالة 30 متهماً من العاملين بمستشفى بلطيم المركزي للمحاكمة التأديبية العاجلة، وذلك على خلفية الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم حيال انقطاع التيار الكهربائي عن وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى، ما كان من شأنه تعريض حياة المرضى المترددين على الوحدة للخطر الجسيم، ولم يكتفوا بذلك بل غادروا جميعًا بمغادرة مقر عملهم في ذلك اليوم، تاركين طاقم التمريض بمفرده للتعامل مع الوضع الذي كان يشكل خطورة بالغة على أرواح المرضى.
ضمت قائمة المتهمين كلٍ من مدير مستشفى بلطيم المركزي، ومسؤول الصيانة بمستشفى بلطيم المركزي، و20 طبيبًا بمستشفى بلطيم المركزي، و4 أطباء أسنان بمستشفى بلطيم المركزي، و4 صيادلة بمستشفى بلطيم المركزي.
التحقيقات: المتهمون غادروا المستشفى بعد انقطاع الكهرباء وعرضوا حياة المرضى للخطر
وباشرت نيابة بلطيم تحقيقاتها في القضية رقم 157 لسنة 2018 بمعرفة محمد الشافعي وكيل النيابة، وتحت إشراف المستشار محمد صبحي مدير النيابة، بناءً على اتصال تليفوني عاجل من التفتيش المالي والإداري بمديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ يوم 31 مارس 2018 المتضمن انقطاع التيار الكهربائي عن وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى بلطيم المركزي.
التحقيقات: المرضى أجروا الغسيل الكلوي عبر مولد كهربائي
وانتقل فريق تحقيق برئاسة المستشار محمد صبحي للمستشفى في الساعة 1.45 دقيقة تقريباً، وتبين من معاينة النيابة أنَّ وحدة الغسيل الكلوي بها عدد كبير من المرضى يخضعون لعملية الغسيل عن طريق تشغيل مولد كهربائي، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى بالكامل، ومغادرة جميع المتهمين للمستشفى.
التحقيقات: ممرضون أنقذوا مرضى بإعادة الدم يدويا توقف أجهزة الغسيل الكلوي
وكشفت التحقيقات، عن أنَّه سبق وتمّ إخطار مدير المستشفى الساعة 9.55 دقيقة صباحاً بإنذاره بانقطاع التيار الكهربائي وذلك بإشارة وارده له من مجلس المدينة وقام بالتأشير عليها لمسؤول الصيانة لسرعة عمل اللازم، إلا أن مسؤول الصيانة بالمستشفى -المتهم الثاني- لم يتخذ إجراءات تجهيز ديزل المستشفى -مولد كهربائي- للتشغيل بمناسبة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، وذلك من الساعة العاشرة صباحاً فور إخطار مدير المستشفى له بذلك حتى انقطاع الكهرباء الساعة الحادية عشر بعد الاستعانة ببطارية من أحد المواطنين، مما كان من شأنه تعريض حياة المرضى للخطر، إذ إنه لا يجوز انقطاع الكهرباء عن وحدة الغسيل الكلوي دقيقة واحدة، إذ أن عملية الغسيل تتمّ عن طريق أجهزة تغسل دم المريض عن طريق سحبه في الجهاز بواسطة خراطيم ثم تعيده مرة أخرى له، وحال انقطاع التيار الكهربائي توقف الجهاز، وتمّ إرجاع الدم يدويًا بمعرفة مشرفات التمريض لولا جهودهم لحدثت وفيات.
وحسب التحقيقات، فالساعات المقررة للغسيل في الفترة الصباحية هي من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا وهذا الانقطاع أدى لنقص عدد الساعات المقررة للغسيل بمقدار ساعة ونصف تقريبا إذ أن انقاص عدد ساعات الغسيل يؤدي إلي أضرار بالغة على المريض.
مدير المستشفى مسؤول عن خلو وحدة الغسيل الكلوي من الطبيب المختص
كما كشفت التحقيقات، عن عدم وجود طبيب متخصص بوحدة الغسيل الكلوي لكي يتخذ اللازم حيال نقص عدد ساعات الغسيل للمرضى، والتقرير نحو عرضهم على مستشفى آخر لاستكمال العلاج وعدم اتخاذ مدير المستشفى – المتهم الأول - الإجراءات حيال توفير طبيب مختص بوحدة الغسيل الكلوي بمستشفى بلطيم المركزي حال إبلاغ إحدى الطبيبات بإجازة مرضي في 22 مارس 2018، وهو ما ترتب عليه خلو الوحدة من طبيب مختص يوم الواقعة الماثلة، وأن مدير المستشفى ومعه كل المتهمين غادروا مقر عملهم دون إذن أو مبرر قانوني في يوم انقطاع التيار الكهربائي، تاركين المستشفى رغم خطورة الوضع على حياة المرضى.
وواجهت النيابة المتهمين بما نُسب إليهم من اتهامات، وبعرض الأوراق على فرع الدعوى التأديبية بطنطا، أعدت المستشارة علياء الحلاج عضو الفرع، بإشراف المستشار عبد الله فتوح مدير فرع الدعوى التأديبية، مذكرة بإحالة المتهمين آنفي الذكر للمحاكمة العاجلة.
ونوهت النيابة، في بيانها بـنَّ المشرف وطاقم التمريض واللائي قمن بالعمل بشكل يدوي متواصل طوال فترة انقطاع التيار الكهربي متحملين سلامة كل المرضى المتواجدين لإجراء الغسيل الكلوي، والذي كان العامل الأساسي في عدم وقوع أي خسائر بشرية جراء ذلك الإهمال.