كتبت نازك شوقى
داعش” هو اتصار ل “الدولة الإسلامية في العراق والشام..” بجمع الأحرف الأولى من الكلمات فتكونت كلمة داعش
وهو تنظيم مسلَّح ارهابي يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية
التكفيرية ويهدف أعضاؤه حسب اعتقادهم إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”،يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته (وجرائمه).
و هناك أنباء بوجودهم في مناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان.
مراحل تغيير الاسم
غير التنظيم اسمه عدة مرات منذ تأسيسه عام 1999.
– ظهر التنظيم لأول مرة تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد
في شهر سبتمبر 2003م، وتحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.
– في أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق.
رغم أن التنظيم لم يدعُ نفسه بتنظيم القاعدة في العراق، إلا أن هذا الاسم ظل متداولاً بين الناس.
– في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق.
– في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى،
– وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية.
– في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام،
وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم، وتُعاقب بالجلد كل من يستخدم هذا الاسم في المناطق التي تسيطر عليها.
– في 2014، قام مسؤولون حكوميون أمريكيون بالتحويل من استخدام ISILاختصارًا لاسم التنظيم إلى استخدام DAESH كونه الاسم الأفضل نسبة لشركائهم العرب.
– في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة “خلافة عالمية”،انتقدت العديد من المؤسسات والجهات، والمجموعات الإسلامية اختيار هذا الاسم، ورفضت يشاع الآن إطلاق اسم داعش على التنظيم، كما يُطلق على المنتمين له اسم الدواعش
وأثار هذا التنظيم ( الارهابي) جدلا طويلا منذ ظهوره في سوريا، حول نشأته، ممارساته، أهدافه وإرتباطاته، الأمر الذي جعلها محور حديث الصحف والإعلام، فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، وفئة أخرى تراه تنظيم مستقل يسعى لإقامة دولة إسلامية، وفئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري للفتك بالمعارضة وفصائلها، وبين هذا وتلك وذاك…
من هي داعش ؟
أصبحت معروفة بفيديوهات قطع الرؤوس للمدنيين والعسكريين على حد سواء، تدمير للآثار والمواقع الأثرية . وتُحمّل الأمم المتحدة داعش مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب،
كما تتهم منظمة العفو الدولية التنظيم بالتطهير العرقي على “مستوى تاريخي” في شمال العراق.
كما استنكرت الزعامات الدينية الإسلامية حول العالم بشكل واسع ممارسات داعش وأفكارها، وأن التنظيم حاد عن الصراط الحق للإسلام وأن ممارساتها لا تعكس تعاليم الدين الحقة أو قيمه.
كما وصفوهم بالتكفيرين
وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
كيفية اختراق داعش للسودان
اجمالي عدد السودانيين الذين التحقوا بتنظيم “داعش” منذ تأسيس التنظيم الارهابي هو 70 شابا وشابة، سافروا الى سوريا وليبيا.
أثارت قضية التحاق هؤلاء السودانيين بتنظيم الدولة الاسلامية ”داعش“ مخاوف لدى الحكومة السودانية من أن يكون سبباً لانتشار الارهاب والتطرف الديني في البلاد، حيث وضعت السلطات المختصة في السودان مؤخراً إجراءات امنية مشددة على سفر الطلاب الى تركيا وسوريا والعراق لمنعهم من الالتحاق بتنظيم“داعش“.
أشارت إلى إن نسبة هؤلاء الشباب الذين التحقوا بتنظيم داعش ضئيلة جداً، معتبراً أن السبب الرئيسي للتطرف هو التقصير وضعف العمل الاجتماعي والتركيز على العمل السياسي، مطالباً بضرورة تصحيح المسار وملء الفراغ بالبرامج الدينية والتوعوية،
حذرت تقارير استخباراتية غربية، من أن السودان تمثل المصدر الرئيسى للإرهابيين، الذين ينضمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا، سواء من السودانيين، الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة، أو من خلال الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا عبر السودان.
كان نظام الرئيس السودانى عمر البشير، يلعب دورًا رئيسيًا فى تغذية «داعش» بالمقاتلين، وذلك إما عن تدفق المقاتلين السودانيين والأجانب إلى ليبيا، أو بسبب ضعفه الشديد، وعدم قدرته على السيطرة على البلاد، والفساد المنتشر فى الحكومة والأجهزة الأمنية السودانية.
فتتحول السودان إلى بوابة لنقل الإرهابيين من العديد من دول العالم إلى ليبيا، مثلما كانت تركيا بوابة لانتقال المقاتلين والإرهابيين إلى سوريا، لكن تلك المرة سيكون الموقف أسوأ بكثير مما سبق.
وتوالت التقارير فى التحذير من أن «داعش» ربما يتمكن من السيطرة على السودان، وإسقاط نظام الرئيس البشير، نظرًا لانتشار مراكز التجنيد، وتزايد أعداد الشباب المنضمين إليه.
إلى أن وجّه تنظيم داعش الإرهابي دفته وأنظاره نحو السودان، مستغلًا الأحداث الجارية بعد سقوط الرئيس السوداني عمر البشير، ونظام جماعة الإخوان الداعم له، لإيجاد فرع للتنظيم الإرهابي هناك.
حاولت بعض قيادات الجماعة استغلال الثورة التي قام بها الشعب لصالحهم ومنهم القيادي بالجماعة عبد الحي يوسف، الذي ثار عليه الكثير من السودانيين، طالبين بالقبض عليه بسبب علاقته بالجماعات الإرهابية وأبرزها تنظيم القاعدة.
فإن عبد الحي معروف بعلاقته القوية بتنظيم القاعدة ووصف زعيم التنظيم أسامة بن لأدن بأنه ولي أمره، واتهمه الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي الوطني العقيد أحمد المسماري في كلمة ألقاها في القاهرة، بأنه مرتبط بتنظيم داعش بدليل زيارته لليبيا لتقديم محاضرات لتعبئة الدواعش وتحريضهم على قتال الجيش الليبي.
وسبق أن حرض عبد الحي طلاب جامعة الخرطوم على حرق “معرض الكتاب المقدس” عام 1998 كما أصدر فتوى تكفر كل من ينتمي للأحزاب العلمانية ويدعو للديمقراطية والاشتراكية والمساواة بين الرجال والنساء.
عبد الحي أجاز في إحدى فتاويه المثيرة للجدل بجواز العمليات الانتحارية باستخدام حزام ناسف، بقوله إن دخول المنتحر وسط مجموعة من اليهود وتفجير نفسه بهم يعد عملية استشهادية.
طرد عبدالحى يوسف من الإمارات في وقت سابق، بسبب علاقته بالجماعات الإرهابية، كان عضوا في هيئة علماء السودان، التي تعتبر الذراع الديني للحكومة السودانية، وعرف بأنه مقرب للرئيس السوداني المخلوع، الذي سبق أن عرض عليه قيادة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة السودانية.
وتساءل عدد من النشطاء على “تويتر” عن سبب عدم إلقاء القبض على عبد الحي، واصفين إياه بالإرهابي وإمام السلطان، واشتهر عبد الحي الذي يعمل أستاذا للثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم بأفكاره المعادية للديمقراطية والتسامح الديني والسياسي في السودان.وهو داعية إسلامى سودانى
رسالة تحريضية للسودان
نشرت مؤسسة الوفاء، الموالية للتنظيم الإرهابي، رسالة تحريضية عبر “التليجرام”، جاءت بعنوان
“نداء إلى أهل السودان من الداخل منها وإليها”،
إن الفرصة في السودان جاءت الآن، فهي سهلة الإقتناص فلا يجب أن نضيعها كي لا نندم بعد ذلك، ولا نريد أن تضيع الفرصة من تحت أيدينا كي لا نندم، منوهًا إلى أن العتاد والعدد مطلوبان، والجميع داخل التنظيم يعلم أن لا سلمية ولكن توخي الحذر واجب، والتكتيك الإستراتيجي يحتاج مدة زمنية، وذهابًا وإيابًا مع تحري الدقة في تتبع الأخبار للإنتشار هناك.
ودعا التنظيم الإرهابي، عبر رسالته رسائل تحريضية أخرى للسودان، تحت ألقاب مجهولة لوضع قدم الدواعش هناك، ودعا شيوخ وكبار التنظيم إلى ضرورة كتابة عدد من الرجال ما أسماه بـ”دولة إسلامية” تحت مسمى الدين لا الخلافة، فإن الخلافة ستأتي، ولكن تريثوا بأن تسموها خلافة من البداية.
ما تزال الثورة السودانية المستمرة تشهد تطورات جديدة أبرز تلك التطورات مؤخرا هو دخول زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، على خط الثورة للمرة الأولى.
نشرت مؤسسة “الفرقان” التابعة لداعش في التاسع والعشرين من أبريل مقطع فيديو للبغدادي تحدث فيه عن خسارة مدينة الباغوز، آخر معاقل مقاتلي تنظيمه في سوريا، وتعهد بالانتقام للخسائر التي تكبدها التنظيم في المناطق التي كان يسيطر عليها، كما تطرق للثورات الجارية في الجزائر والسودان. وتصبح مرتكزا للانطلاق للسيطرة على العالم.
.وفى حديثه الذى أثبت فيه مسؤولية تنظيمه عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا ثأرا لما أصاب التنظيم في سوريا، توضح أن داعش سيعود لتبني النهج المعروف لدى الجماعات الإسلامية والذي يجعل من العالم بأكمله مسرحا لعملياته المسلحة ولا يكتفي بالتركيز على بقعة جغرافية معينة.
فإن حديث زعيم داعش عن الثورة السودانية يمثل مؤشرا خطيرا لنوايا التنظيم المتطرف لإدخال السودان ضمن أجندته، فهو إذ يرفض التغيير الشعبي السلمي الذي أطاح بالبشير إنما يدعو لتبني العنف في تغيير الأوضاع،
فإن الجهاد كما يفهمه داعش يتمثل في استخدام القوة لإزالة جميع الأنظمة، ذلك لأن الجهاد، كما يقول البغدادي، هو السبيل الشرعي الوحيد لتحقيق التغيير وضمان عزة وكرامة المسلمين وجعل الدين كله لله.
ومن ناحية أخرى، فإن مفهوم “الطاغوت” الذي تتبناه التنظيمات الجهادية الحربية، ومن بينها داعش، لا يعني فقط الحكام العسكريين أو الطغاة المستبدين، بل يمتد ليشمل جميع نظم الحكم بما فيها الديمقراطية باعتبار أن تلك النظم لا تحكم بما أنزل الله.
إذن، حديث البغدادي عن الثورة لا يهدف لتأييد الجماهير السودانية
فالجميع في نظر التنظيم المتطرف طواغيت بمن فيهم الثوار الذين ملأوا الشوارع مطالبين بقيام نظام ديمقراطي داعش لا يخالف الجماهير السودانية في وسيلة التغيير فحسب،
بل يتناقض معها كذلك في الهدف من التغيير، فهو لا يعترف بخيار تلك الجماهير المتمثل في الحكم المدني التعددي الذي يساوي بين الناس وتنبني فيه الحقوق والواجبات على أساس المواطنة، بل يدعو لقيام الخلافة الإسلامية التي أقامها التنظيم في سوريا.
خلاصة القول هي إن وقوع الثورة السودانية تحت داعش خصوصا وأن تنظيم الدولة بات يبحث عن أي موطئ قدم في العالم يستطيع عبره نشر أفكاره و ممارسة أنشطته العنيفة،
وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة بلوغ الثورة لمرحلة الدولة عبر تحويل السلطة من المجلس العسكري إلى الحكومة المدنية في أسرع وقت حتى يستطيع المجتمع تجاوز المرحلة الصعبة والمضطربة للانتقال من حالة الاضطراب التي أعقبت سقوط حكم الطاغية إلى الاستقرار المُفضي لقيام النظام الديمقراطي الذي يشكل أكثر أنظمة الحكم نجاعة في مواجهة التطرف العنيف يسمح بتداول السلطة بشكل سلمي.