معلم الأجيال ....قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، البابا رقم 117
العاصمة اليومبقلم : كرستين عوض
تاريخ الميلاد: الجمعة 3 أغسطس 1923.
ولادته ونشأته :
ولد نظير جيد يتيمًا ١٩٢٣فقد توفت امه بعد ولادته بيومين بحمي النفاس ، وكان منذ طفولته محبا وشغوفا للقراءة والكتابة وكانت أولى الأبيات التي كتبها نظير عن أمه التي لم يراها، فقال:
"أحقاً كان لي أم فماتت.. أم أني خُلِقت بغير أمي
رماني الله في الدنيا غريبا.. أحلق في فضاء مُدلَهِمِّ
وأسال يا زماني أين أحظي.. بأخت أو بخالٍ أو بعمِ
وأسأل عن صديق لا أجده.. كأني لست في أهلي وقومي
وهل أقضى زمانى ثم أمضي.. وهذا القلب في عدم ويتم".
انتقل نظير مع أشقائه للإقامة فى القاهرة والتحق بالخدمة في جمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة كطالب بمدارس الاحد .
رهبنته واختياره لحياة العزلة :
رسامته بطريركا :
مواقف البابا السياسية :
احتفي عهد البابا شنودة الثالث بالكثير من المواقف السياسية الرائعة والمصادمات بين الرؤساء والتى أدت إلى إعتكاف البابا داخل الدير، وكانت جميعها تصب في بوتقة حب الوطن والحفاظ علي نسيجه المشترك والحفاظ علي حقوق الاقباط وسلامتهم، مما جعل البابا شنودة الثالث رهن الاعتقال في عهد السادات ، و كان من الشخصيات التى لم يختلف عليها أحد، وفي إطار هذا نبرز بعض ومضات سياسية بارزة من حياة البابا شنودة الثالث:
1-حادث كنيسة الخانكة 1972:
تعد الحادثة الأولى الطائفية في مصر الذي تفجرت بعده العديد من حوادث العنف ضد الاقباط، حيث أشعل المسلمين المتشددين النيران في مبنى الجمعية التى كان يعقد فيها المسيحيون صلواتهم ،وفي يوم الأحد التالي 12 من نوفمبر2 197
أدلى البابا بتصريح حيث قال: “قررت ألا تراني الشمس آكلا أو شاربا حتى تحل المشكلة” وغضب السادات وأتهم البابا بأنه يثير أوضاعا بالغة الخطورة لا سبيل إلى معالجتها وقال السادات لمحمد حسنين هيكل ” إن شنودة يريد أن يلوى ذراعي ، ولن أسمح له أن يفعل ذلك ” ومنذ هذه اللحظة بدأ ت الأساقفة والمطارنة في صباح اليوم التالي للخانكة لمباشرة الشعائر الدينية
2-حرب أكتوبر1973:
اثناء حرب اكتوبر1973م، زار البابا شنودة الثالث الجبهة، وألتقى بقادة القوات المسلحة والضباط مرتين، الأولى يوم”14 إبريل عام 1972، والثانية يوم 4 فبراير عام 1973″، وعندما نشبت الحرب بين مصر وإسرائيل قامت الكنيسة بقيادة البابا بدور وطنى وتاريخى، لتقدم الدعم المعنوى والسياسى للوطن أثناء الحرب، من خلال توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية، ودعم المجهود الحربى،وزيارة الجنود الجرحى فى المستشفيات .
3-اجتماع البابا شنودة بالسادات 1976:
اجتمع الرئيس السادات بالبابا شنودة في 1976 في القناطر الخيرية وكان السادات ثائراجدا وأعطي للبابا مجلة من مجلات الهيئة القبطية وقال له:”شوف ولادك بيعملوا إيه في امريكا “، فرد عليه البابا شنودة بذكائه :إن ذلك كله من قصاصات أوراق جرايدنا ونحن هنا في مصر قد أعطيناهم المادة لكى يكتبوها وينشروها.
4-موقف البابا من إتفاقية كامب ديفيد 1977:
سجل البابا رفضه لاتفاقية السلام مع اسرائيل ، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس السادات في زيارته الي اسرائيل في 1977،فكان رد البابا شنودة قاسيا بقوله إن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا مع إخوانهم المسلمين عقب تحرير القدس، مما خلق حالة عدائية مع الرئيس السادات . ظن “السادات” بأن البابا “شنودة” يتحداه،فأصدر البابا قرارا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة .
وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.
واصبحت القطيعة بين السادات والبابا هي عنوان المشهد.
عقب رفضه لاتفاقية كامب ديفيد وجه الرئيس الأمريكي جيمى كارتردعوة لزيارة البابا امريكا و كان أول بطرك يزور الولايات المتحدة الأمريكية -وهو أول بابا يستقبل رسمياً من قبل الرئيس الأمريكي وقد صاحبة فى الزيارة د/ أشرف غربال سفير مصر فى أمريكا
5-تحديد اقامة البابا 1981:
وفى مؤتمر صحفي عالمي عقده الرئيس السادات فى قريته ميت ابو الكوم فى 9 سبتمبر 1981 علق السادات على مشاكل الاقباط والصدامات مع البابا قائلا :
“بالنسبة للبطريرك فإن مهمة البابا أولاً أنه قس، ثم المهمة الثانية مسئوليته في رعاية الكنيسة. وإني أتوجه لشعبي المسيحي، وأود هنا أن أقول إنهم انتخبوه بناء على قوانين الكنيسة على أنه بابا، والدولة فوراً أصدرت ما تسميه بالقرار الجمهوري لتعزيز هذا الانتخاب، وهو أمر حيوي بالنسبة لأي بابا ليعمل. وان ما حدث هو لا يمكن لأحد أن يكون له أي دخل بالقوانين، ولكن ما ألغيته بالفعل هي النقطة الثانية، والتي لدي السلطة أن ألغيها، وهي إعلانه أمام الدولة وأمام العالم بأسره على أنه رئيس الكنيسة. ولهذا فإنني اكتفي فقط داخل حدود مسئولياتي، ولكن لو طلبت أن أعدل عن فكرتي، فإني أقول إنه يتعين على الرجل أن يبقى في ديره كما كان الحال في الماضي. وأقول هنا أن كل ما أحدثه من دمار بالنسبة لشعبي، فانه يتعين على شعبي أن يقف إلى جواري وأن يمنعوا ما حدث وأن يمنعوا إثارة الفتن كما حدث من جانب بعض المسيحيين في الخارج. ولذا أفضل أن يبقى في ديره ولن أقبض عليه أبداً. فعليه أن يظل في ديره، وأن اللجنة التي تم تشكيلها قد عينت طبقاً للنظام الديني وقوانين الكنيسة”
فاصدر السادات قرار بالتحفظ علي 1531 من الشخصيات العامة المعارضة ، واصدر امر بعزل البابا وتحديد اقامته في دير الانبا بيشوي بوادى النطرون .
علاقة البابا شنودة بالرئيس الاسبق حسني مبارك:
في 14 أكتوبر 1981 تنصب حسني مبارك لرئاسة الجمهورية،فاصدر قرار في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض “البابا شنودة”، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس “مبارك” تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس “السادات” بحكم منصبه كنائب له.
وفى الاحتفال بعيد طابا فى 19 مارس 1989شارك البابا في رفع علم مصر، كما بدأت الكنيسة فى عهده إقامة موائد الوحدة الوطنية فى شهر رمضان، وهو ما سمى موائد العائلة المصرية، كما أنه وقف أمام بعض الأقباط رافضا إنشاء حزب مسيحى سياسى يكون أعضاؤه على أساس دينى.
أزمات طائفية في عهد مبارك :
في 2004 شهدت مصر ازمة طائقية بدأت بين المسلمين والاقباط في أسيوط والبحيرة ، قام علي اثرها البابا بالاعتكاف في دير وادى النطرون اعتراضا علي مايحدث ، وفي 2006 تعرضت كنيسة القديسيين لهجوم بالسلاح الابيض ادى الي مقتل شخص وجرح اثنين ،الي جانب الكثير جدا من الازمات التى تعرض لها الاقباط في عهد مبارك ، وكان البابا اقل صداما وحدة في عهد مبارك وكان بعد كل حادث يعتكف في الدير تنديدا واعتراضا علي مايتعرض له الاقباط.
حادث كنيسة القديسيين 2011:
في 1 يناير 2011 وقع حادث تفجير كنيسة القديسيين بمنطقة سيدى بشر بالاسكندرية، ، حيث أعلنت الكنيسة عن صلاة “قداسات الغضب” في الإسكندرية، وإلغاء احتفالات أعياد الميلاد المقرر لها يوم 7 يناير رغم طباعة الدعوات الخاصة بكبار المسئولين والأقباط، ودخل في اعتكاف إلى أن جاءت الثورة، التي أطاحت بمبارك.
عمل البابا شنودة الثالث علي مساندة الرئيس السابق مبارك قائلا: ” نشكر الرئيس مبارك فليعطيه الرب القوة وليحفظه لمصر” كما أعرب في قول اخرالبابا عن دعمه للرئيس مبارك أثناء ثورة يناير قائلاً: “هناك أمور تألمنا من أجلها، وهناك أمور نشكره عليها كثيرًا”.
رفض البابا الخروج ضد مبارك في مظاهرات ثورة الخامس والعشرون من يناير إلا أن الشباب القبطي رفض طلب البابا وواصل مسيرته بين صفوف الجماهير التي أطاحت بمبارك.
أحداث ماسبيرو:
بعد قيام ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم بالانابة، ، وفي أكتوبر 2011 تظاهر الأقباط احتجاجات على هدم كنيسة في أسوان ،واحتشد المتظاهرون في اعتصام سلمي أما مبنى التلفزيون المصري ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 26 مدني وجرح 212 آخرين معظمهم من الأقباط، ووفاة وإصابة عدد من أفراد الجيش .
وبعد أحداث ماسبيرو قال البابا شنودة في عظته الأسبوعية “أعزيكم في استشهاد أبنائنا الذين قتلوا في ماسبيرو من هؤلاء الأبناء العزل الذين لم يحملوا سلاحًا مطلقًا، حسب تعليم دينهم الذي يمنعهم من العنف، ولو كان معهم سلاح لظهر أثناء المسيرة من شبرا لماسبيرو، 24 قتيلا وأكثر من 300 مصاب وأن دم هؤلاء “دمهم ليس رخيصا علينا” ومن محبة الله لهم سمح أن يسلكوا للسماء قبلنا.
كما قام البابا خلال فترة حبريته بسبعة “اعتكافات احتجاجية” خلال حوالي مائة فتنة طائفية، من أبرزها الاعتكافات اثر الأزمات الطائفية التي قرر فيها البابا الاعتكاف خلال فترة حكم “مبارك” كان حزنا على أحداث نجع حمادي التى راح ضحيتها سبعة ,منهم 6 أقباط ومسلم واحد يوم ليلة عيد الميلاد.
نياحته :
عانى قداسته من أمراضٍ عدة عبر حياته،وقد تنيَّح قداسة البابا شنوده الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا. تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة,. وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر يوم الثلاثاء 20 مارس 2012 وكانت جنازة مهيبة وحشود هائلة أمام الكاتدرائية لوداع «البابا» شهدت مشاركة العديد من قبل الشخصيات مصرية وعربية وأجنبية وملايين من محبي البابا من الاقباط والمسلمين وسط تواجد أمنى مكثف .
تم وضع الجثمان الطاهر في مدفن خاصة في دير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت، مصر،وقد احتشد الآلاف على أسوار الدير والدير المقارب له «دير السريان» وفوق الأشجار رافعين صور قداسة البابا شنودة، مرددين عبارة الوداع ،وسط دقات لأجراس الدير تعبر عن الحزن.
فى مزار البابا شنودة :
رحل البابا شنودة عن شعب كنيسته تاركا لهم ثمار حياته، كتب وعظات، وتأملات إرثًا لكنيسته وللتاريخ.
يحرص شعب الكنيسة على زيارة مزار البابا شنودة الذي يوجد به جسده بدير الأنبا بيشوى لينالوا البركة، ويوجد ايضا فى مزار البابا ملابسه الرهبانية السوداء، يضم جميع مقتنياته وبعض من ارشيف صوره .
من القابه :
ذهبي الفم الثاني - معلم الاجيال - حبيب الملايين - الاسد المرقسي - بابا العرب - اثانسيوس القرن ال 20
⇧
تاريخ الميلاد: الجمعة 3 أغسطس 1923.
- تاريخ النياحة: السبت 17 مارس 2012.
- مكان الميلاد: قرية سلام بمحافظة أسيوط.
- الاسم قبل الرهبنة: نظير جيد روفائيل.
ولادته ونشأته :
ولد نظير جيد يتيمًا ١٩٢٣فقد توفت امه بعد ولادته بيومين بحمي النفاس ، وكان منذ طفولته محبا وشغوفا للقراءة والكتابة وكانت أولى الأبيات التي كتبها نظير عن أمه التي لم يراها، فقال:
"أحقاً كان لي أم فماتت.. أم أني خُلِقت بغير أمي
رماني الله في الدنيا غريبا.. أحلق في فضاء مُدلَهِمِّ
وأسال يا زماني أين أحظي.. بأخت أو بخالٍ أو بعمِ
وأسأل عن صديق لا أجده.. كأني لست في أهلي وقومي
وهل أقضى زمانى ثم أمضي.. وهذا القلب في عدم ويتم".
انتقل نظير مع أشقائه للإقامة فى القاهرة والتحق بالخدمة في جمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة كطالب بمدارس الاحد .
- التحق بكلية الاداب جامعة فؤاد الأول، قسم التاريخ، ، ليزامل في كلية الآداب أنيس منصور ومراد وهبة، وفي تلك الفترة كون نظير صداقة مع مكرم عبيد باشا، وكان عضوا بالكتلة الوفدية، وكان يلقي القصائد باجتماعات الحزب، حتى إن مكرم عبيد وصفه بـ"شاعر الكتلة الوفدية"
- ،وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.
- وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية.
- ففي أبريل 1947 اشترك نظير مع مجموعة كبيرة من الأكلريكيين في تأسيس مجلة مدارس الأحد .
- ولقد كان ولعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد" وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العُليا في علم الآثار القديمة.
- فقد كان في كلية اللاهوت القبطي تلميذًا وأستاذاُ في نفس الوقت.
- ثم ضباطًا برتبة ملازم بالجيش.
رهبنته واختياره لحياة العزلة :
- وما أن انتهى من دراسته الجامعية فى مطلع الخمسينيات تعلق بحياة النسك والرهبنة وقضى فترة تحت الاختبار بدير السريان بوادى النطرون.
- تم رُسِمَته راهبًا باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة.
- وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا.
- أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.
- اختاره قداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959ليصبح سكرتيرًا الخاصًا له .
- رُسِمَه البابا كيرلس السادس بعد ذلك أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في يوم الأحد 30 سبتمبر 1962. ويتغير اسمه ليصبح الأنبا شنودة اسقف التعليم
رسامته بطريركا :
- وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
- في عهد قداسته تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
- أولى قداسته اهتمامًا خاصًا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
- بالرغم من مسؤوليات قداسته العديدة والمتنوعة إلا أنه كان يحاول دائمًا قضاء ثلاثة أيام أسبوعيًا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات.. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.
- في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية، وانتقلت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية..
- وفي منتصف التسعينيات عرضت عليه جريدة الأهرام أن تمنحه مساحة للكتابة والسرد،واستمر البابا فى كتابة مقاله بالأهرام كصحفى بينما حولت الكنيسة أشعاره إلى ترانيم.
- تم تقديس وعمل الميرون المقدس والغاليلاون في عهده سبعة مرات: 1981 - 1987 - 1993 - 1995 - 2004 - 2005 - 2008.
- حصل البابا عام 1978 علي جائزة أفضل واعظ ومعلم للدين المسيحي، من مؤسسة أمريكية، كما حصل علي ثمانية درجات للدكتوراه بعدما تخرج من كلية الآداب والاكليريكية.
مواقف البابا السياسية :
احتفي عهد البابا شنودة الثالث بالكثير من المواقف السياسية الرائعة والمصادمات بين الرؤساء والتى أدت إلى إعتكاف البابا داخل الدير، وكانت جميعها تصب في بوتقة حب الوطن والحفاظ علي نسيجه المشترك والحفاظ علي حقوق الاقباط وسلامتهم، مما جعل البابا شنودة الثالث رهن الاعتقال في عهد السادات ، و كان من الشخصيات التى لم يختلف عليها أحد، وفي إطار هذا نبرز بعض ومضات سياسية بارزة من حياة البابا شنودة الثالث:
1-حادث كنيسة الخانكة 1972:
تعد الحادثة الأولى الطائفية في مصر الذي تفجرت بعده العديد من حوادث العنف ضد الاقباط، حيث أشعل المسلمين المتشددين النيران في مبنى الجمعية التى كان يعقد فيها المسيحيون صلواتهم ،وفي يوم الأحد التالي 12 من نوفمبر2 197
أدلى البابا بتصريح حيث قال: “قررت ألا تراني الشمس آكلا أو شاربا حتى تحل المشكلة” وغضب السادات وأتهم البابا بأنه يثير أوضاعا بالغة الخطورة لا سبيل إلى معالجتها وقال السادات لمحمد حسنين هيكل ” إن شنودة يريد أن يلوى ذراعي ، ولن أسمح له أن يفعل ذلك ” ومنذ هذه اللحظة بدأ ت الأساقفة والمطارنة في صباح اليوم التالي للخانكة لمباشرة الشعائر الدينية
2-حرب أكتوبر1973:
اثناء حرب اكتوبر1973م، زار البابا شنودة الثالث الجبهة، وألتقى بقادة القوات المسلحة والضباط مرتين، الأولى يوم”14 إبريل عام 1972، والثانية يوم 4 فبراير عام 1973″، وعندما نشبت الحرب بين مصر وإسرائيل قامت الكنيسة بقيادة البابا بدور وطنى وتاريخى، لتقدم الدعم المعنوى والسياسى للوطن أثناء الحرب، من خلال توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية، ودعم المجهود الحربى،وزيارة الجنود الجرحى فى المستشفيات .
3-اجتماع البابا شنودة بالسادات 1976:
اجتمع الرئيس السادات بالبابا شنودة في 1976 في القناطر الخيرية وكان السادات ثائراجدا وأعطي للبابا مجلة من مجلات الهيئة القبطية وقال له:”شوف ولادك بيعملوا إيه في امريكا “، فرد عليه البابا شنودة بذكائه :إن ذلك كله من قصاصات أوراق جرايدنا ونحن هنا في مصر قد أعطيناهم المادة لكى يكتبوها وينشروها.
4-موقف البابا من إتفاقية كامب ديفيد 1977:
سجل البابا رفضه لاتفاقية السلام مع اسرائيل ، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس السادات في زيارته الي اسرائيل في 1977،فكان رد البابا شنودة قاسيا بقوله إن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا مع إخوانهم المسلمين عقب تحرير القدس، مما خلق حالة عدائية مع الرئيس السادات . ظن “السادات” بأن البابا “شنودة” يتحداه،فأصدر البابا قرارا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة .
وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.
واصبحت القطيعة بين السادات والبابا هي عنوان المشهد.
عقب رفضه لاتفاقية كامب ديفيد وجه الرئيس الأمريكي جيمى كارتردعوة لزيارة البابا امريكا و كان أول بطرك يزور الولايات المتحدة الأمريكية -وهو أول بابا يستقبل رسمياً من قبل الرئيس الأمريكي وقد صاحبة فى الزيارة د/ أشرف غربال سفير مصر فى أمريكا
5-تحديد اقامة البابا 1981:
وفى مؤتمر صحفي عالمي عقده الرئيس السادات فى قريته ميت ابو الكوم فى 9 سبتمبر 1981 علق السادات على مشاكل الاقباط والصدامات مع البابا قائلا :
“بالنسبة للبطريرك فإن مهمة البابا أولاً أنه قس، ثم المهمة الثانية مسئوليته في رعاية الكنيسة. وإني أتوجه لشعبي المسيحي، وأود هنا أن أقول إنهم انتخبوه بناء على قوانين الكنيسة على أنه بابا، والدولة فوراً أصدرت ما تسميه بالقرار الجمهوري لتعزيز هذا الانتخاب، وهو أمر حيوي بالنسبة لأي بابا ليعمل. وان ما حدث هو لا يمكن لأحد أن يكون له أي دخل بالقوانين، ولكن ما ألغيته بالفعل هي النقطة الثانية، والتي لدي السلطة أن ألغيها، وهي إعلانه أمام الدولة وأمام العالم بأسره على أنه رئيس الكنيسة. ولهذا فإنني اكتفي فقط داخل حدود مسئولياتي، ولكن لو طلبت أن أعدل عن فكرتي، فإني أقول إنه يتعين على الرجل أن يبقى في ديره كما كان الحال في الماضي. وأقول هنا أن كل ما أحدثه من دمار بالنسبة لشعبي، فانه يتعين على شعبي أن يقف إلى جواري وأن يمنعوا ما حدث وأن يمنعوا إثارة الفتن كما حدث من جانب بعض المسيحيين في الخارج. ولذا أفضل أن يبقى في ديره ولن أقبض عليه أبداً. فعليه أن يظل في ديره، وأن اللجنة التي تم تشكيلها قد عينت طبقاً للنظام الديني وقوانين الكنيسة”
فاصدر السادات قرار بالتحفظ علي 1531 من الشخصيات العامة المعارضة ، واصدر امر بعزل البابا وتحديد اقامته في دير الانبا بيشوي بوادى النطرون .
علاقة البابا شنودة بالرئيس الاسبق حسني مبارك:
في 14 أكتوبر 1981 تنصب حسني مبارك لرئاسة الجمهورية،فاصدر قرار في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض “البابا شنودة”، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس “مبارك” تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس “السادات” بحكم منصبه كنائب له.
وفى الاحتفال بعيد طابا فى 19 مارس 1989شارك البابا في رفع علم مصر، كما بدأت الكنيسة فى عهده إقامة موائد الوحدة الوطنية فى شهر رمضان، وهو ما سمى موائد العائلة المصرية، كما أنه وقف أمام بعض الأقباط رافضا إنشاء حزب مسيحى سياسى يكون أعضاؤه على أساس دينى.
أزمات طائفية في عهد مبارك :
في 2004 شهدت مصر ازمة طائقية بدأت بين المسلمين والاقباط في أسيوط والبحيرة ، قام علي اثرها البابا بالاعتكاف في دير وادى النطرون اعتراضا علي مايحدث ، وفي 2006 تعرضت كنيسة القديسيين لهجوم بالسلاح الابيض ادى الي مقتل شخص وجرح اثنين ،الي جانب الكثير جدا من الازمات التى تعرض لها الاقباط في عهد مبارك ، وكان البابا اقل صداما وحدة في عهد مبارك وكان بعد كل حادث يعتكف في الدير تنديدا واعتراضا علي مايتعرض له الاقباط.
حادث كنيسة القديسيين 2011:
في 1 يناير 2011 وقع حادث تفجير كنيسة القديسيين بمنطقة سيدى بشر بالاسكندرية، ، حيث أعلنت الكنيسة عن صلاة “قداسات الغضب” في الإسكندرية، وإلغاء احتفالات أعياد الميلاد المقرر لها يوم 7 يناير رغم طباعة الدعوات الخاصة بكبار المسئولين والأقباط، ودخل في اعتكاف إلى أن جاءت الثورة، التي أطاحت بمبارك.
عمل البابا شنودة الثالث علي مساندة الرئيس السابق مبارك قائلا: ” نشكر الرئيس مبارك فليعطيه الرب القوة وليحفظه لمصر” كما أعرب في قول اخرالبابا عن دعمه للرئيس مبارك أثناء ثورة يناير قائلاً: “هناك أمور تألمنا من أجلها، وهناك أمور نشكره عليها كثيرًا”.
رفض البابا الخروج ضد مبارك في مظاهرات ثورة الخامس والعشرون من يناير إلا أن الشباب القبطي رفض طلب البابا وواصل مسيرته بين صفوف الجماهير التي أطاحت بمبارك.
أحداث ماسبيرو:
بعد قيام ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم بالانابة، ، وفي أكتوبر 2011 تظاهر الأقباط احتجاجات على هدم كنيسة في أسوان ،واحتشد المتظاهرون في اعتصام سلمي أما مبنى التلفزيون المصري ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 26 مدني وجرح 212 آخرين معظمهم من الأقباط، ووفاة وإصابة عدد من أفراد الجيش .
وبعد أحداث ماسبيرو قال البابا شنودة في عظته الأسبوعية “أعزيكم في استشهاد أبنائنا الذين قتلوا في ماسبيرو من هؤلاء الأبناء العزل الذين لم يحملوا سلاحًا مطلقًا، حسب تعليم دينهم الذي يمنعهم من العنف، ولو كان معهم سلاح لظهر أثناء المسيرة من شبرا لماسبيرو، 24 قتيلا وأكثر من 300 مصاب وأن دم هؤلاء “دمهم ليس رخيصا علينا” ومن محبة الله لهم سمح أن يسلكوا للسماء قبلنا.
كما قام البابا خلال فترة حبريته بسبعة “اعتكافات احتجاجية” خلال حوالي مائة فتنة طائفية، من أبرزها الاعتكافات اثر الأزمات الطائفية التي قرر فيها البابا الاعتكاف خلال فترة حكم “مبارك” كان حزنا على أحداث نجع حمادي التى راح ضحيتها سبعة ,منهم 6 أقباط ومسلم واحد يوم ليلة عيد الميلاد.
نياحته :
عانى قداسته من أمراضٍ عدة عبر حياته،وقد تنيَّح قداسة البابا شنوده الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا. تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة,. وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر يوم الثلاثاء 20 مارس 2012 وكانت جنازة مهيبة وحشود هائلة أمام الكاتدرائية لوداع «البابا» شهدت مشاركة العديد من قبل الشخصيات مصرية وعربية وأجنبية وملايين من محبي البابا من الاقباط والمسلمين وسط تواجد أمنى مكثف .
تم وضع الجثمان الطاهر في مدفن خاصة في دير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت، مصر،وقد احتشد الآلاف على أسوار الدير والدير المقارب له «دير السريان» وفوق الأشجار رافعين صور قداسة البابا شنودة، مرددين عبارة الوداع ،وسط دقات لأجراس الدير تعبر عن الحزن.
فى مزار البابا شنودة :
رحل البابا شنودة عن شعب كنيسته تاركا لهم ثمار حياته، كتب وعظات، وتأملات إرثًا لكنيسته وللتاريخ.
يحرص شعب الكنيسة على زيارة مزار البابا شنودة الذي يوجد به جسده بدير الأنبا بيشوى لينالوا البركة، ويوجد ايضا فى مزار البابا ملابسه الرهبانية السوداء، يضم جميع مقتنياته وبعض من ارشيف صوره .
من القابه :
ذهبي الفم الثاني - معلم الاجيال - حبيب الملايين - الاسد المرقسي - بابا العرب - اثانسيوس القرن ال 20