وزير الداخلية السوداني يستفز المتظاهرين بتصريحاته ..
العاصمة اليومأعلن وزير الداخلية السودانية، أحمد بلال، وقوف الشرطة الكامل والتام مع الرئيس عمر البشير عقب احتجاجات شهدتها البلاد منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وخلال لقاء الرئيس السوداني، بقيادات الشرطة في مقر”دار الشرطة” بحي بري بالخرطوم، اليوم الأحد، 30 ديسمبر/كانون الأول: قال بلال “نعلن وقوفنا التام والكامل مع البشير، والذين يحاولون استغلال الظروف لزعزعة الأمن لن نسمح لهم بذلك”، وذلك وفقا لوكالة “الأناضول” التركية.
وشدد على أن “الطريق الوحيد لتبادل السلطة ليس التظاهر وإنما بالانتخابات، ولا سبيل للفوضى”. وأضاف: “نعترف بالوضع الاقتصادي لكنها شدة وتزول، ولن نسمح أن يستغل ذلك لإشعال الفتنة”.
بدوره، وصف مدير عام الشرطة، الفريق الطيب بابكر علي، ما جرى بالـ “تخريب وتدمير للممتلكات”، وأضاف أن “الشرطة تلاحق المجرمين الذين استغلوا الاحتجاجات للنهب والسرقة”، مشددا، على أن التغيير عبر الانتخابات وليس بشيء غيرها.
ويشهد السودان، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة انطلقت، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.
وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.
وفي اليوم السادس من الاحتجاجات، وعدالرئيس السوداني المواطنين، الاثنين، بإصلاحات حقيقية “لضمان حياة كريمة” لهم، وأضاف خلال خطاب جماهيري، أن “ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا”، بحسب صحيفة “الانتباهة “.
وزاد: “الأزمة الاقتصادية الله بحلها (سيحلها). الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار”، وفقا لصحيفة “التيار” الورقية.
وقوبلت هذه التصريحات باستياء لدى كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم: “يعني من الواضح أنه لا يملك حلا للأزمة الاقتصادية”.
كما قال البشير إن السودان يتعرض، ودولا عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.
وأوضح في خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، اليوم الخميس، أن تلك الدول تسعى “لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية .
وسخر البشير ممن يطلقون شائعات حول هروبه والقبض عليه، مؤكدا أن باق في مكانه ولن يرحل إلا بأمر الشعب.