روسيا تطالب بوقف ”صب الأسلحة” على أوكرانيا
العاصمة اليوم
بينما تدخل العملية العسكرية الروسية على الأراضى الأوكرانية شهرها الثالث؛ طالب وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى «الناتو» بالتوقف عن صب الأسلحة على أوكرانيا إذا كانا يسعيان بالفعل إلى إنهاء الصراع، مستدركًا بقوله: «لكنهما يبذلان الآن كل ما فى وسعهما لإطالة أمده».
اقرأ أيضاً
وكشف وزير الخارجية الروسى عن «النفاق واسع النطاق والمعايير المزدوجة التى أظهرتها الدول الغربية مؤخرًا» من خلال جعل الصراع مستمرًا حتى «آخر أوكرانى».
وقال: «إذا كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى مهتمين بالفعل بحل الأزمة الأوكرانية، فعليهما أولًا وقبل كل شىء أن يعودا إلى رشدهما ويتوقفا عن تزويد كييف بالأسلحة والذخيرة».
ولفت إلى أن الشعب الأوكرانى لا يحتاج إلى (صواريخ) جافلين وستينجر، بل إلى مساعدات إنسانية، مشددًا على أن المحادثات بين موسكو وكييف مستمرة بشكل يومى، وأن تتضمن مسودة الاتفاق التزام أوكرانيا بوضع حيادى وتحقيق الضمانات الأمنية الروسية، فضلًا عن تخفيف العقوبات الغربية. وأضاف «لافروف»: «حاليًا، يناقش الوفدان الروسى والأوكرانى بالفعل مسودة اتفاقية محتملة عبر الفيديو كونفرانس على أساس يومى». وأوضح: «الاتفاقية يجب أن تشمل وضع أوكرانيا المحايد ومنزوع السلاح، وكذلك الضمانات الأمنية لكييف»، وتابع أنه يجب أن تتضمن أجندة المحادثات أيضًا قضايا نزع النازية، والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة، وتخفيف العقوبات، ووضع اللغة الروسية، وغيرها.
وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إنه لا يزال مستعدًّا لإجراء محادثات سلام مع بوتين، لكنه حذر من إمكانية انهيار المحادثات مع استمرار العدوان الروسى، ولفت إلى أن الدمار الذى خلّفته القوات الروسية فى المناطق المحتلة يقوض الآثار التى كان من المأمول أن تنتج عن أى مناقشات بين الجانبين.
فى السياق نفسه، قال نائب وزير الزراعة الأوكرانى، تاراس فايسوتسكى، إن القوات الروسية سرقت «مئات الآلاف من الأطنان» من الحبوب فى المناطق التى تحتلها فى أوكرانيا، وأعرب عن قلقه من سرقة القوات الروسية أيضًا 1.5 مليون طن من الحبوب قال إنها مُخزَّنة فى الأراضى المحتلة، ما يمثل تهديدًا للأمن الغذائى العالمى.
إلى ذلك؛ بدأت أوكرانيا فى ملاحقة عشرة جنود روس متهمين بارتكاب جرائم حرب فى بوتشا، وهى المدينة الواقعة خارج العاصمة كييف، حيث تعرض مدنيون للتعذيب والاغتصاب والقتل، ووصفتهم وزارة الدفاع الأوكرانية، التى نشرت صورًا لهم، بـ«الحقراء العشرة». ويقول المُدَّعون العامون إنهم يحققون فى ارتكاب الجنود الروس «القتل العمد مع سبق الإصرار»، كما أنهم متهمون باحتجاز مدنيين أبرياء كرهائن وضربهم ونهب منازلهم.
وفى المقابل، نفت موسكو ارتكاب أى جرائم فى بوتشا، التى كانت تحت سيطرة لواء المشاة الآلى رقم 64 لأكثر من شهر فى بداية الحرب.
فى سياق متصل، كشف الرئيس الأوكرانى أنه كان على وشك الوقوع فى قبضة القوات الروسية، فى الساعات الأولى من الهجوم الذى شنّته على بلاده فى 24 فبراير الماضى.
وقال، فى مقابلة مع مجلة «تايم» الأمريكية، إن القوات الروسية اقتربت من القبض عليه أو حتى اغتياله هو وعائلته، أثناء محاولة السيطرة على الحى الحكومى فى كييف، باليوم الأول من الحرب، وكان وقتها فى المجمع الرئاسى فى كييف مع عائلته، وفقًا لروايته.
وأضاف، فى حديثه إلى المجلة، أنه بعد أن بدأ الهجوم ذهب هو وزوجته ليخبرا ابنتهما، 17 عامًا، وابنهما، 9 أعوام، بالاستعداد للفرار من منزلهم، وتابع: «أيقظناهما.. الأصوات كانت عالية.. كانت هناك انفجارات فى كييف فجر 24 فبراير».