«التعليم والسلطة وجذور العلمانية في تركيا الحديثة».. بحث جديد لـ خالد أبو هريرة
العاصمة اليوميطرح الباحث خالد أبو هريرة بحثا جديدا في الفترة القليلة المقبلة بعنوان “من «مكتب» MEKTEB إلى «أوكول» OKUL.. التعليم والسلطة وجذور العلمانية في تركيا الحديثة” ضمن ملف بحثي شامل يصدره مركز نهوض للدراسات والبحوث تحت اسم: «الشريعة والعلمانية والدولة: نحو آفاق جديدة».
وقال أبو هريرة في نص منشوره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: أكتفي بإيراد ملخص البحث بلفظه، لبيان غرضه وأهدافه وهي كالآتي:
يتتبع هذا البحث تاريخ «المدارس الجديدة»، العسكرية والمدنية، والتي أقامها العثمانيون محل المدرسة الإسلامية الكلاسيكية. وتنافح الورقة، انطلاقا من التحليل الفوكوي الذي اعتبر المدرسة أحد المؤسسات التي ابتكرتها السلطة الغربية الحديثة لإنفاذ مفاهيم الضبط والرقابة وإعادة تشكيل الذات الفردية، عن فكرة تحول «المدرسة العثمانية الناشئة» إلى أداة أساسية في تحول تركيا الحديثة الكبير نحو العلمانية، حتى في زمن السلطان عبد الحميد الثاني نفسه، والذي صُبِغ عهده الطويل (1876 - 1908) بـ أيديولوجية إسلامية فاقع لونها. حتى أن المدارس العلمانية في أيامه، خصوصا المدارس العسكرية في إسطنبول، إضافة إلى مدارس الدونمة في مدينة سالونيك على البر اليوناني (مدرسة شمسي أفندي - مدرسة الفيضية - مدرسة الترقي)، تحولت في انعطافة القرن العشرين إلى المعمل الرئيس لتخليق نخبة تركية جديدة استهدفت الإطاحة بالإسلام كليةً من المجال العام، وتحقق لها بالفعل النصر خلال الربع الأول من القرن نفسه: أولا مع انقلاب تركيا الفتاة العام 1908، وثانيا مع إعلان الجمهورية التركية العام 1923، والتي دق مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك - خريج مدرسة شمسي أفندي - المسمار الأخير في النظام التعليمي الإسلامي، بإلغائه (المدارس التقليدية) إلى الأبد، مع منح المؤسسات العلمانية وحدها حق احتكار الفضاء التعليمي في تركيا. وقد كان مصطفى كمال حريصاً على إبعاد المدارس العلمانية عن أية ذكريات تربطها بالماضي الإسلامي/العثماني، بما في ذلك المصطلح الدال على معنى المدرسة نفسه، والذي تحول بأمر منه وعلى يد جمعية اللغة التركية - ضمن سياسة واسعة لتنقية اللغة التركية من الألفاظ العربية والفارسية - من اللفظ العربي (مكتب Mekteb) إلى لفظ (أوكول Okul) المُستمَد من الكلمة الفرنسية Ecole. الأمر الذي اعتبر - رفقة مظاهر أخرى عديدة - اعترافاً من العلمانية التركية Laiklik بفضل اللائكية الفرنسية Laïcité على نشوئها وتكوينها، سواء على مستوى فلسفة العمل، أو على مستوى المؤسسات والتشريع).
والبحث يتكون من ثلاثة أقسام يسبقها تمهيد بعنوان «نبوءة جودت» وتتلوها خاتمة:
- القسم الأول: سؤال التخلف: الإصلاح والتعليم والإمبراطورية
- القسم الثاني: مصانع العلمانية
- القسم الثالث: إبادة نظام وولادة آخر