“هعتبرك مُت”..لماذا توحشَّتْ إليسا؟!
العاصمة اليوممختار محمود
هل تخلتْ المطربة اللبنانية “إليسا” عن رومانسيتها اللافتة التي أطلتْ بها علينا قبل عقدين من الزمان، وهل توحشَّتْ ملكة الإحساس، بالشكل الذي أكسبها قلبًا جافًا خشنًا، ولسانًا سليطًا ناريًا، ومشاعر صلبة، حتى تخاطب حبيبها بأحدث أغنياتها: “هعتبرك مُت” على هذا النحو الغريب والمريب؟ أغنية “هعتبرك مُت”.. ليست مجرد أغنية دراماتيكية حزينة، تعكس موقفًا عابرًا، ولكنها تحمل قدرًا عنيفًا من المشاعر السوداوية تجاه حبيبها السابق، وهو ما نلمسه بوضوح في كلمات وعبارات كما طلقات الرصاص: “هعتبرك مُت، ومن بكرة أنا هلبس أبيض/ وأخلي أصحابي وأهلي يهنوني”!! “إليسا” لن تكتفي بذلك، بل قررت اعتبار كل من ينكر وفاة هذا الحبيب الغادر مثله تمامًا: “هعتبرك مُت/ ولو جاني مخلوق بعينيه ينكر موتك/ هعتبره أنا زيك فـي عيوني”، كما قررت أن تمضي في طريق الكراهية إلى نهايته بشتى صور الانتقام: “أنا همنع حد يجيب سيرتك/ وأشيل من صوري كمان صورتك/ ولحد ما أكره روحك فيك/ هعتبرك مُت/ لكن عمري ما هقول في خيالي الله يرحمه”..ما كل هذه القسوة يا ملكة الإحساس، ويا من تربى تحت ظلال أشجار رومانسيتك المفعمة بالمثالية عدة أجيال؟ “إليسا” التى لم تتردد يومًا على محاكم الأسرة، ولم تُعانِ من تأخُر نفقة الأولاد، ولم تُحرم من رؤية فلذات أكبادها، ولم تُطلب في بيت الطاعة، ولم يهملها زوجها في بيت أسرتها عامًا أو أكثر، تعلن بكل قسوة حالة الحرب على هذا الحبيب المنكوب سييء الحظ، حتى وصلت إلى هذه المرحلة:
“واللي يحبني يدعي لي عليك/ أنا أول ما هغمض عيني إنت هتختفي/ لا هيبقا لك ولا فوق ولا تحت الأرض وجود/ حتى إنت هتشك في نفسك/ وهتجري تدوَّر في مرايتك/ هتلاقي نفسك مش موجود”! مكانش العشم يا “إليسا”، سامحك الله، من الذي أفسد علينا قلبك المفعم بالحب والتضحية والتسامح والتغافل، ومَن الذي أقنعك بأن تتخلي عن سيرتك الأولى، عندما كنتِ نموذجًا للحبيبة الطيبة المستكينة التى لا تستغنى عن حبيبها مهما حدث، و ترتمي في أحضانه، مهما اقترف في حقها من أخطاء، كانت تصل في بعض الكليبات إلى الصفع والركل؟ هل نسيتِ يا فنانة عندما كنتِ تشدين، ليس بحنجرتك، ولكن بكل جوارحك: “أجمل احساس في الكون/ إنك تعشق بجنون/ وده حالي معاك/ خلتني أعيش أيام/ مليانة بشوق و غرام/ دّوِّبني هواك”؟ وهل نسيتِ يا مطربة كلمات أغنيتك: “مكتوبة ليك إني أنا اللي تعيش لها/ مكتوبة على اسمك حياتي كلها/ أول ما قلت بحب كانت ليّ أنا/ مين تستاهلها غيري أو تتقال لها/ مكتوبة ليك وأهي كل حاجة في وقتها/ تكمل حياتك بيّ لما دخلتها/ وقت أما شافك قلبي شافت عيني فيك/ صورة حبيبي اللي في خيالي رسمتها”؟ دعكِ يا “إليسا” من أصدقاء السوء ومؤلفي الكراهية والغضب والغدر والانتقام وتصفية الحسابات، فلم تُخلق لكِ، ولا تناسب طبيعتكِ، وعودي كما كنتِ ملكة للإحساس والحب والرومانسية والإنسانية، كما عهدناكِ وأحببناكِ، فالرومانسية، ولا شيء سواها، تليق بكِ، فكلاكما عنوانٌ للآخر!