الفنانين ليسوا فئة ضالة
العاصمة اليومبقلم : كريم كمال
مستشفي العباسية للأمراض النفسية تقدمت ببلاغ للسيد النائب العام لإيقاف برنامج رامز جلال لأنه فيه أهانة للمرض النفسيين ومحامي قدم بلاغ ضد الفنان محمد رمضان لان مزق الباسبور في مشهد من مسلسل البرنس.
الحمد الله أن الفنان إسماعيل ياسين مش عايش لأنه كان حيتقدم ضده بلاغ من نفس المستشفي ومن القوات البحرية ومن البوليس الحربي ومن المطافي وأكيد الفنان كمال الشناوي كان حيتقدم بلاغ ضده من نقابه الصحفيين بسبب فيلم جعلوني مجرما وأكيد الفنانة مديحه كامل كان البعض سوف يطالب بإعدمها بسبب دورها في فيلم الصعود الي الهاوية.
انا لا أدافع عن أشخاص ولكن أتكلم عن مبادئ أساسيه يجب توفرها في أي مجتمع ديمقراطي ومن أهمها حرية الفن والإبداع وان يكون المشاهد هو الرقيب الوحيد علي الفن لأنه إذا قاطع المجتمع فنان أو عمل سوف تتأثر جهة الإنتاج والإعلانات أيضا ولكن أسلوب المنع ووقف عرض الأعمال الفنية سوف تاتي بنتيجة سلبيه لان من الصعب في عصر السموات المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي أن يتم فرض رقابه من أي جهة علي المشاهد.
ولو رجعنا بالذكرة إلي الوراء عقود قليله سوف نجد ان الفن في حقبه الستينات والسبعينات تمتع بحريه كبيرة جدا وكانت الأفلام أكثر جرأة مع ذلك لم تفسد الأخلاق بسبب ملابس فنانه ام مشهد لان كان هناك ادراك حقيقي لقيمه الفن وكان ينظر الي العمل الفني بموضوعيه ولم يكون هناك حماه للإخلاق والذوق العام حيث كانت تربية الأسرة في هي العامل المؤثر في الأبناء.
ولكن مع المد المتطرف الذي ظهر في النصف الثاني من حقبه السبعينات تطور الأمر وأصبح هناك فئيه هدفها الوحيد تحقير كل ما يخص الفنون حتي وصلنا الي الوضع الحالي.
كل فئات المجتمع فيها الملتزم والمنحرف وصاحب القيم والمرتشي والمتدين وغير المتدين والفن مثل كل مهنه ولكن محاوله تصوير الفنانين أنهم فئة منحرفة أمر خطير للغاية خصوصا أنه يأتي بعض الأحيان من أصحاب الأقلام والفكر.
ما يحدث الأن من تحريض وتشويه ضد الفن والفنانين امر خطير للغاية وتصويرهم علي أنهم فئة ضله سوف يشجع بعض المتطرفين الاعتداء عليهم وسوف يعرض حيات الفنانين للخطر مع مرور الوقت والحملة التي يشنها البعض بأن هؤلاء هم الابطال الحقيقيين بالإشارة الي مهن أخري هي حامله ظاهرها خير وبطنها شر لان المجتمع يحتاج الي الضابط والجندي والطبيب والصحفي والفنان والمهندس والحرفي والعامل ورجال الدين ويحتاج الي كل مهنه لان في كل مهنه أبطال لهم دور في المجتمع.
الفنانين ليسوا فئة ضالة بل هم جزء أصيل وهام من المجتمع ولهم دور لا يمكن لاي احد القيام به في بناء الإنسان … الوطن يحتاج للفن كما يحتاج الي كل المهن الأخري … أتمني أن تقوم الدولة بالتعاون مع كل المثقفين بالتصدي الي هذه الحملة الشرسة التي يتعرض لها الفن والفنانين المصريين.
نقلا عن الأهرام الكندى