تحذير و تحريم من الأزهر بشأن انتشار لعبة " كسارة الجمجمة " الإلكترونية وتطبيقها في الواقع بين طلاب المدارس ..
العاصمة اليومأمل فرج
أثارت “كسارة الجمجمة” وهي تحدٍّ إلكتروني انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي رعبا في مصر، خاصة أنه قد يؤدي للموت، ما أدى لتدخل الأزهر ووزارة التعليم.
التحدي بدأ كدعابة بين طالبين بمدرسة في إسبانيا، وسرعان ما تحول إلى لعبة على تطبيق إلكتروني، ثم تطور لتحدٍّ بين 3 يركل اثنان منهم الشخص الثالث الذي يتوسطهما أثناء القفز ليسقط الثاني على الأرض وقد يصاب بكسر بالجمجمة، أو إصابات بالظهر أوالرقبة ويلقى حتفه.
ومنذ أسابيع قليلة، وصلت اللعبة إلى مصر، ولذلك تدخلت وزارة التعليم سريعا وشددت على المدارس بضرورة منع الطلاب من ممارستها، مع تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية.
من جانبه، تدخل الأزهر وأصدر مركز الفتوى الإلكترونية فتوى حرّم فيها اللعبة، مؤكدا أنها سلوك عدواني مرفوض ومحرم.
وقال المركز إن “كسّارة الجمجمة”، أو كما تُسمى في عالم مواقع التواصل الاجتماعي “تحدٍّ”، يقوم فيه شخصان بالتغرير بشخص ثالث، وإقناعه أنهما يصوران فيديو للتّسلية، وأنه يُتطلب منه لإنجاح العمل أن يقفز معهما إلى أعلى حتى إذا كانوا جميعا في الهواء؛ أسقط الشخصان صاحبهما أرضا ليقع من فوره على جمجمته وليُختَتَم الفيديو بأصوات ضحكاتهما المُتعالية.
وأضاف أن لُعبة كهذه ليست من مثيرات الضَّحك لدى أصحاب الطبائع السّوية، ولا دُعابة فيها أو تسلية بل هي لعبة الموت في الحقيقة، وتؤدي إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كاختلال القُدرات العقلية والإدراكية، وارتجاج المخ ونزيفه، وكسر الجُمجمة، وكسر العمود الفقري، وإصابة الحبل الشّوكي، ومن ثم الشّلل أو الموت.
وذكر المركز أن الإسلام حذّر من تعريض النّفس لمواطن التهلكة، كما أمر الإنسان بحفظ حياة وصحة نفسه، كما أمره بحفظ حياة وصحة غيره، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي نوعٍ من أنواع الإيذاء، مناشدا أولياء الأمور والمُعلمين في قطاعات التعليم ومراحله أن يُنكروا أمثال هذه التَّصرفات غير المسؤولة من الأبناء والطلاب، وأن يوجِّهوهم لما فيه سلامتهم، وأن يحولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم.
من جانبها، قالت الدكتورة أسماء مراد، أستاذ علم الاجتماع، إن اللعبة انتشرت على تطبيق “تيك توك” في المجتمعات الغربية وبعدها انتقلت إلى مصر، مضيفة لـ”العربية.نت” أن مشكلة هذه الأنواع من الألعاب أنها تعزز من سلوكيات العنف لدى الأطفال والمراهقين، ومع استمرار تشجيعهم وممارستهم للعبة قد يتحولون لأشخاص عدوانيين تزيد لديهم النزعة الإجرامية.
وكشفت أن معظم الدراسات تؤكد أن هذه الألعاب تؤدي لجرائم خطيرة قد تتفاقم وتصبح ظاهرة مجتمعية، خاصة أنها تنمي نزعة العنف في نفوس الأطفال، وهو ما قد يؤثر على تصرفاتهم وسلوكياتهم وتجعلهم يتحولون لمتمردين على تقاليد الأسرة والمجتمع، مطالبة بضرورة تشديد الرقابة الأسرية على الأطفال، ومنعهم من ممارسة هذه الألعاب مع فرض رقابة على المحتوى الذي يشاهدونه على الشبكة العنكبوتية.