أسعار النفط تحت ضغط تطورات فيروس كورونا وتحديثات أوبك
العاصمة اليوممع بداية هذا
العام تزايدت التقلبات الجيوسياسية وارتفعت حدة المخاطر العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين وتأثيره
المحتمل على معدلات الطلب العالمية، حيث تعد
الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلك، وتمثل أكثر من 20%
من واردات النفط العالمية، لذلك فإن تباطؤ الطلب قد يكون له
تأثير كبير على الأسعار.
خسرت أسعار
النفط نحو 15% من قيمتها منذ بداية العام، وسجلت
أدنى مستوياتها في أكثر من عام، وانخفض خام غرب تكساس في بداية شهر فبراير إلى 49.92 دولار للبرميل أما خام
برنت وصل إلى 52 دولار، وسط توقعات
باتجاه الأسعار نحو 42 دولا إذا لم يتم
احتواء المرض بسرعة.
وعلى الرغم من
أن الأمر لا يتعلق كله بتفشي فيروس كورونا الذي يشل الاقتصاد الصيني حاليًا، إلا أن
الوباء ومجموعة كاملة من السيناريوهات يمكن أن تعمل جنبًا إلى جنب التأثير على نشاط تداول
النفط ليصل السعر إلى أقل من 30
دولارًا للبرميل.
النفط
يهبط دون سعر 30 دولار في 2016
حدث مثل هذا الانخفاض في عام 2016 ولكن كانت الظروف مختلفة تمامًا،حيث
حدث وفرة كاملة في الإمدادات عندما استمر إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة في
الارتفاع، في نفس الوقت ترك وزير النفط السابق للمملكة العربية السعودية "علي
النعيمي"مستويات انتاج أوبك مرتفعة كما هي، ونتيجة لذلك انخفض خام برنت ليصل عند
29.25 دولار للبرميل ونظيره الأمريكي عند 29.72دولار يوم الجمعه15 كانون الثاني/ يناير 2016.
وبحلول يوم الجمعة الأخيرة من عام 2016ارتفع خام برنت
إلى ما فوق 55 دولار، بفضل جهود منظمة
أوبك وتواصلها مع روسيا لتشكيل أوبك بلس، حيث اتفقوا على تخفيض مستويات الانتاج.
توقعات
كبيرة بتراجع معدلات الطلب في الربع الأول من 2020
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد
الطلب العالمي على النفط الانكماش الفصلي الأول منذ أكثر من عقد، حيث أن فيروس
كورونا الجديد والإغلاق الواسع لاقتصاد الصين سيؤثران على الطلب على النفط الخام.
ومن المتوقع الآن أن
ينخفض الطلب بمقدار 435000 برميل يوميًا في الربع الأول من
عام 2020 منخفضًا عن نفس الفترة من العام الماضي، ويمثل
الانكماش الفصلي الأول منذ أكثر من 10 سنوات، حسبما ذكرت الوكالة في تقريرها الشهري.
دفع الانخفاض المتوقع
في الطلب الوكالة إلى خفض توقعاتها للنمو لعام 2020 بمقدار 365000 برميل/ يوميًا ليصل إلى 825000 برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ عام2011.
وتأتي تلك التخفيضات
المتوقعة في الوقت الذي يستمر فيه فيروس كورونا في الانتشار، والذي أصاب أكثر من 60000
شخص في جميع أنحاء العالم وقتل أكثر من 1300 شخص، بما أثر على معنويات السوق العالمية والنشاط
الاقتصادي الصيني مع إغلاق المصانع والشركات والسفر من وإلى الصين وداخلها.
أثرالفيروس القاتل أيضًا
على الأعمال في أماكن أخرى، حيث تم إلغاء المنتديات الاقتصادية والمؤتمرات
التجاريةآخرها مؤتمر Mobile World الذي كان من المقرر عقده في برشلونة هذا الشهر.
وقالت منظمة الصحة
العالمية إن تفشي المرض "يحمل تهديدًا كبيرًا للعالم"، خاصة وأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا أكثر تأثيرًا على الاقتصاد العالمي من
وباء السارس الذي حدث في عامي 2002 - 2003.
هل أوبك ستدعم الأسعار في الفترة المقبلة؟
لكن أسعار النفط ارتفعت
هذا الأسبوع وسط توقعات بأن المنتجين الرئيسيين في أوبك والمنتجين من خارج أوبك بقيادة
روسيا، قد يخفضون معدلات إنتاج النفط العالمي لمواجهة الركود في الطلب (وهو الركود
الذي كان موجودا بالفعل قبل فيروس كورونا بسبب الحرب التجارية بين الولايات
المتحدة والصين).
ففي يوم الخميس13
فبراير تم تداول خام برنت عند 55.73دولار
للبرميل، في حين تم تداول خام غرب تكساس عند 51.21دولار
للبرميل.
في الأسبوع الماضي أوصت
اللجنة الفنية لمجموعة أوبك المكونة من 14 عضوًا بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها غير
الأعضاء بقيادة روسيا بخفض الإنتاج بمقدار 600000 برميل يوميًا بالإضافة إلى الحالي 1.7مليون برميل يوميا، ولكن روسيا لم تشر بعد إلى ما إذا كانت ستدعم الخفض
الأعمق أم لا.