بطلة كرة السلة المصرية تتحدث عن لقب “كيري السيدات” ولقطة الإصابة وأزمة الحجاب

العاصمة اليوم

كتب : محمد سمير



مهارة فائقة وغزارة إنتاجية. ثريا محمد ظهرت بشكل مبهر رفقة منتخب مصر في أمم إفريقيا في السنغال، لتستحق خطف الأنظار من الجميع.



ربما يكون مر أمامك اسم ثريا محمد، أو “ثريا الدغيدي” كما يشير لها الاتحاد الدولي لكرة السلةفي الإشادة التي حصلت عليها طوال مشوار مصر في البطولة، رغم عدم التأهل ضمن أفضل 6 منتخبات إلى التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020



“رائعة يا ثريا كيري” هكذا أشاد بها المعلق الأجنبي لأحد مباريات المنتخب المصري في بطولة أمم إفريقيا بتشبيهها بستيفن كيري نجم كرة السلة الأمريكية ودوري NBA.

وعن ذلك قالت ثريا في مؤتمر صحفي سابق لأحد المباريات في البطولة: “في الحقيقة لم اسمع ذلك لكن بالتأكيد أشعر بفخر وسعادة كبيرة من ذلك الوصف”



وقالت ثريا في بداية حديثها: “الحمد لله فخورة بما قدمته في البطولة، بالتأكيد كنت أتمنى مركز أفضل، لكن سعيدة بما قدمناه والإشادة التي لاحظتها على مواقع التواصل الاجتماعي“.



وكانت ثريا محمد في النسخة الحالية من بطولة أمم إفريقيا الأعلى من حيث تسجيل النقاط بواقع 78 نقطة (قبل مباراة النهائي المقرر لها اليوم الأحد) بمعدل 14.2 نقطة في المباراة أعلى من أي لاعبة أخرى في البطولة.

تألق ثريا



لم تكن البداية موفقة للمنتخب المصري بخسارة مباراتي السنغال وكوت ديفوار في دور المجموعات، ليلعب الفراعنة أمام الكاميرون مباراة تأهيلية لصعود أحد المنتخبين لربع النهائي، ونجحت مصر بالفعل في التأهل لكن في المباراة الرابعة سقط الفريق المصري أمام موزمبيق.



ورغم ذلك حصلت ثريا محمد على أفضل لاعبة في ثلاث مباريات من الأربعة بعد تألق كبير.



وبسؤال ثريا عن ذلك أوضحت “لم أكن على أفضل ما يرام خلال المباريات الودية، وكنت حزينة من ذلك لكنني وعدت المدير الفني (إيهاب الألفي) أن ذلك سيتغير تماما في المباريات الرسمية”.



وتابعت “كان تركيزي دائما على تقديم الأداء الجيد لنحقق الفوز في النهاية”.

إصرار



المهارة الفنية ليست فقط ما ميز ثريا في البطولة، إذ امتازت أيضا بالروح القتالية بعدما تعرضت لإصابة في الوجه خلال مباراة كوت ديفوار في الجولة الثانية.



ورغم ذلك أصرت على استكمال اللقاء وبالفعل نجحت في تقديم أفضل ما لديها وحصلت على أفضل لاعبة في المباراة بعد تسجيل 21 نقطة من 67 سجلهم المنتخب بالكامل.



وأضافت “لا أريد أن أخذل الجهاز الفني الذي وضع ثقته في بنسبة 100%، لذلك عاهدت نفسي على تقديم أفضل ما يمكن”.



وشددت ثريا “وعدت الجهاز الفني أن أكون مقاتلة وأكون (راجل) في لعبي داخل الملعب والحمد لله تم تكليل ذلك في النهاية”.



سبب الابتعاد عن المربع الذهبي



وبالحديث عن فشل المنتخب في الوصول لأفضل 6 مراكز أو المربع الذهبي رغم الأداء الجيد، أوضحت ثريا “واجهتنا صعوبات من الناحية البدنية، أرى أننا أفضل من جميع المنتخبات من حيث الناحية الفنية والمهارة، بما في ذلك المنتخب السنغالي الأفضل في البطولة“.

وتابعت “أرى أن ما ينقصنا فقط هو الاهتمام باللياقة البدنية أكثر في مصر، وأعتقد أن الاحتراف الخارجي سيساعد اللاعبات على ذلك”.



وأضافت “منتخبات السنغال ومالي ونيجيريا يمتازون جميعا باللاعبات المحترفات في أوروبا ونحن عكس ذلك أغلبنا محليين وتنقصنا اللياقة البدنية المرتفعة”.



وأوضحت ثريا “أعتقد إذا اهتمينا بالناحية البدنية وزيادة عدد اللاعبات المحترفات في أوروبا سنكون الأفضل في القارة”.



اللحظة الأصعب



وعن أصعب فترات ثريا في البطولة، لم تختر إصابتها في مباراة كوت ديفوار وقالت: “مواجهة الكاميرون أعتقد أنها أصعب وأفضل لحظات البطولة في نفس التوقيت”.



وأوضحت “كان هدفنا منذ البداية هو التأهل للمربع الذهبي، ولكن بعد خسارة أول مباراتين واجهنا منافسا شرسا في المباراة التأهيلية لربع النهائي وهو الكاميرون”.



وأضافت ثريا “تفوق منتخب الكاميرون علينا بفارق 16 نقطة تقريبا قبل الربع الرابع والأخير وكانت خسارتنا ووداعنا المبكر هو الأقرب، لكن التعبير الأفضل هو أننا رفضنا (رمي الفوطة) والاستسلام”.



وتابعت ثريا “خضنا الربع الرابع بإصرار كبير وتفوقنا بنتيجة كبيرة لنفوز في النهاية ونتأهل إلى ربع النهائي بعد مباراة قوية”.



ونجح منتخب مصر في الفوز في الربع الرابع بنتيجة 28-9 ليحسم المباراة بنتيجة 68-63 بفارق خمس نقاط عن الكاميرون، وخسر منتخب الفراعنة أمام موزمبيق في ربع النهائي.



وقالت ثريا “كما أوضحت الفارق البدني لم يكن في صالحنا خاصة مع لعب مباراة كل يوم تقريبا، وهو ما أثر سلبا علينا في بعض المباريات مثل موزمبيق، بعد مستوى بدني كبير في المباراة السابقة”.



البداية



ولكن كيف بدأت ثريا ممارسة كرة السلة، خاصة أنها ليست لعبة شعبية للسيدات في مصر مع عدم تحقيق نتائج متميزة في السنوات الماضية؟



تقول ثريا: “بدأت ممارسة كرة السلة وعمري 8 سنوات، ولكن كانت بدايتي في الأساس مع رياضة التنس، ولكن شعرت أن لدي رغبة في التدريب مع كرة السلة”.



وأضافت “ومع أول تدريب تم قبولي في اختبارات كرة السلة، وقتها هناك مدرب كان يرى أن لدي مستقبل جيد في اللعبة وطالبني بالاستمرار”.



وتابعت “بعد ذلك قررت الاستمرار في ممارسة كرة السلة عن رياضة التنس، ووجدت دعم كبير من أهلي ساعدني على التركيز أكثر”.



وأوضحت ثريا “كان هناك دعما كبيرا أيضا من المدرسة والجامعة، وحاليا في عملي من أجل أن أوفق ذلك مع كرة السلة وبالطبع كان له أثر جيد في مشواري”.

الإشادة



وعن متابعة الإشادة بمستواها خلال بطولة أمم إفريقيا قالت ثريا: “شاهدت كثيرا على موقع (فيس بوك) و (تويتر) إشادات بمستواي وأن رغم لعبي لمصر في ظل تواجد فرق ولاعبات أفضل”.



وشددت “هذا الأمر جعلني أشعر بسعادة بالغة أن يتم مقارنتي بتلك الأسماء وأن تكون الإشادة بي بهذا الحجم”



ثنائية فاطمة علي وتمريرة ثريا محمد ضمن أفضل 5 لعبات في مباريات اليوم الثاني من بطولة الأفرو باسكت 



وأضافت ثريا “بطولة إفريقيا ليست بالسهلة أبدا، فمعظم اللاعبات في أندية أوروبية، عكسي ألعب في الدوري المصري”.



“لذلك فخورة بنفسي وبما قدمته وأتمنى الاستمرار على ذلك دائما”.



ماذا بعد؟



وعن طموحات ثريا المقبلة قالت: “أبدأ تركيزي مع النادي الأهلي فور عودتي، للمشاركة في التدريب الأول هذا الموسم”.



وتابعت “لدينا أربع بطولات هذا الموسم، أولهم بطولة المنطقة فور عودتنا، وهدف الأهلي دائما هو الفوز بجميع البطولات وعلى جميع الفرق”.



وعن حلم الاحتراف الخارجي قالت ثريا: “إذا سنحت لي فرصة الاحتراف الخارجي، أتمنى أن تكون خطوة مهمة لي خاصة بعد تلك البطولة”.



وأضافت “لدي حلم وهدف بالاحتراف الخارجي، لأنني أشعر بالندم بعض الشئ بسبب رفضي الانتقال إلى الولايات المتحدة وقت الجامعة والمشاركة في دوري الجامعات”.



وأتمت الحديث في ذلك الصدد “لو حصلت على عرض قوي وأفضل مما أنا عليه الآن حاليا، سأدرسه بالتأكيد وأتمنى أن يكون خيرا لي”.

أزمة الحجاب



كانت ثريا تعاني في بداية مشوارها مع كرة السلة من اللعب الدولي مع المنتخب بسبب قرار الاتحاد الدولي للعبة بمنع “غطاء الرأس” للاعبات حتى وإن كان متعلقا بمسألة دينية مثل الحجاب.



واضطرت ثريا في بداية مشوارها إلى اللعب دون حجاب في مباريات المنتخب، لكن عكس اللعب في الدوري المصري أو البطولة العربية به بسبب عدم خضوع قوانين الاتحاد الدولي على تلك البطولات في تلك المسألة.



وأصدر الاتحاد الدولي قراره في مايو 2017 بالموافقة والسماح للاعبات بارتداء الحجاب في المباريات الدولية بعد ذلك، بعد شكوى أكثر من دولة من ذلك الأمر.



وتم توجيه السؤال لثريا في مؤتمر صحفي ببطولة أمم إفريقيا عن اللعب بالحجاب وقالت: “أشعر بالفخر والرضا بارتداء الحجاب وممارسة لعبتي المفضلة بذلك، في البداية شاركت عام 2011 بالبطولة الإفريقية تحت 16 عاما، وكان من الصعب عليّ نفسيا اللعب بدون حجاب”.



وبسؤال ثريا عن معاناتها مع الاتحاد الدولي بسبب الحجاب وقالت: “لم أشعر بالراحة في تلك الفترة بسبب عدم السماح لي بالمشاركة بالحجاب”.



وأضافت “الأمر المهم بالنسبة لي أنه تم اتخاذ قرار بالسماح بارتداء الحجاب في النهاية حتى وإن كان القرار متأخرا”.



وشددت ثريا “كنت أشعر بصعوبة كبيرة في البداية، خاصة مع صغر سني وعدم ارتداء الحجاب في ذلك الوقت في المباريات الدولية”.



وعن احتمالية نهاية ممارستها لكرة السلة في حال عدم اتخاذ مثل ذلك القرار قالت ثريا: “لا أعتقد أن ذلك كان سيحدث حتى ولو لم يصدر قرار الاتحاد الدولي”.



وأتمت “كنت سأواصل ممارسة اللعبة مع النادي أو البطولات الإقليمية التي تسمح بارتداء الحجاب حتى لو اضطرني ذلك لعدم المشاركة الدولية”.



بزغ نجم ثريا محمد منذ مرحلة الناشئات، وكان عام 2017 أحد أبرز أعوام التألق في مسيرة ثريا التي حصلت على جائزة أفضل لاعبة في تصفيات إفريقيا لكرة السلة مع منتخب مصر بمعدل تسجيل 19.5 نقطة في المباراة.



كما حصلت في نفس العام على جائزة أفضل مسجلة للنقاط في البطولة العربية للمنتخبات ولفتت أنظار العديد من الأندية المصرية والعربية عندما كانت لاعبة في نادي الصيد.



ولقبت ثريا وقتها بلقب “أبو تريكة كرة السلة” نظرا لتمتعها بمهارة كبيرة، وقالت وقتها ثريا في لقاء مع نادي الصيد “أشعر بسعادة عندما يقال ذلك لي، أعتقد أنه أمر جيد ويحفزني أكثر لتقديم الأفضل”.



ونجح النادي الأهلي في صيف 2018 من تدعيم صفوفه بثريا محمد واحدة من أفضل لاعبات كرة السلة في مصر لمدة موسمين.



وكانت ثريا محمد في النسخة الحالية من بطولة أمم إفريقيا الأعلى من حيث تسجيل النقاط بواقع 78 نقطة (قبل مباراة النهائي المقرر لها الأمس ـ أحد ـ 



الأحد) بمعدل 14.2 نقطة في المباراة أعلى من أي لاعبة أخرى في البطولة.