فرار ملكة جمال العراق السابقة من بلادها بعد تهديد بمصير سابقتها "تارة فارس "
العاصمة اليومكان آخر خميس في شهر سبتمبر الماضي عندما عُثر على"تارة فارس"، البالغة من العُمر 22 عامًا، وصيفة ملكة جمال العراق وعارضة أزياء شهيرة، مقتولة بالرصاص داخل منزلها.
وفي الخميس الثالث من شهر أغسطس الماضي؛ توفيت رفيف الياسري، "باربي العراق" وخبيرة التجميل، في ظروف غامضة، ثم تعرضت ملكة جمال العراق السابقة، شيماء قاسم عبد الرحمن، لتهديدات بأنها ستصبح أيضًا واحدة من ضحايا يوم الخميس.
ملكة المسابقة، التي فازت باللقب عام 2015، تقول إنها تلقت تهديدات متكررة من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، فعبارة "انتِ التالية"، كانت كفيلة ببث الرعب في قلب ملكة الجمال السابقة وفرارها إلى الأردن هربًا من مصير النساء اللاتي "يُذبحن مثل الدجاج"، بحسب ما قالته مجلة "تايم" الأمريكية.
ولا توجد معلومات عما إذا كانت هناك صلة بين مقتل الثلاثة. ولكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال إن لديه انطباع عن وجود "خطة خلف هذه الجرائم"، وأمر بالتحقيق في الأمر.
وقالت قاسم لمجلة رودوا الاخباري الكردي في أكتوبر الماضي "داعش قتلت العديد من الناس في وضح النهار، لم أستطع الانتظار حتى أقتل ثم أقول، يا إلهي هذا كان تهديدًا خطيرًا".
شيماء القاسم تُعد إحدى النساء العراقيات البارزات والتي لها عدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها ليست الوحيدة في هذا الوضع المُخيف، فهناك أيضًا نجمة "إنستجرام"، إسراء العبيدي، والناشطة والكاتبة العراقية ينار محمد، اللتان تبحثان أيضًا عن الأمان خارج بلدهما.
وقالت المجلة الأمريكي؛ إن مسلسل القتل والتهديدات باستمرار العُنف، يثير المخاوف من وجود حملة مُنسقة ضد النساء اللواتي يجرؤن على التحدث وتحدي معايير اجتماعية بعينها، إذ قالت شيماء محمد لوسائل الإعلام الألمانية قبل لحظات من فرارها من العراق "لقد ارتُكبت أعمال القتل ضد النساء اللواتي يكشفن عن بعض من أجسادهن، وعن وجوههن، واللواتي يتحدثن عن حقوق المرأة، واللواتي لم يخضعن لنهجهم الإسلامي المُتشدد".
هناء إدوار، مؤسسة رابطة الأمل العراقية لحقوق الإنسان، أخبرت "التايم" أنه حتى لو لم تكن عمليات القتل هذه من قبل نفس المجموعة، "فهم مرتبطون في نهجهم المتطرف وفي تفكيرهم بأنهم لا يريدون النساء في المجال العام".
وتقول المجلة الأمريكية، إن المرأة العراقية كانت تتمتع في الماضي ببعض القوانين الأكثر تقدمًا في المنطقة العربية، ثم تدهور وضع المرأة في البلاد، منذ عام 2003؛ عندما أطاحت الولايات المتحدة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وازدهرت الميليشيات المتطرفة.
وبينما يؤسس العراق الحكومة الجديدة، بعد حوالي خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية، تقول إدوار للمجلة، إن الميلشيات تريد التأكيد أن "الأمن والاستقرار بأيديهم لا بيد الحكومة".
وألقى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي باللائمة في "عمليات الخطف والقتل" التي خطط لها بشكل جيد على جماعات منظمة غير محددة تحاول زعزعة استقرار الحكومة، رغم عدم إعلان أي جماعة مسؤوليتها عن تلك الحوادث.
وتوافق إدوار على أن بعض الفصائل تستفيد من عدم الاستقرار في العراق، لكنها تؤكد أن المسؤولين لديهم هدفًا آخر، هدف واحد كان ثابتًا بشكل مأساوي، قائلة "إنهم يريدون توصيل رسالة؛ على النساء الابتعاد عن الحياة السياسية".