تطوير الساحل الشمالي في مصر
العاصمة اليوميعتبر مشروع تنمية الساحل الشمالي مصر هو ثالث المشروعات القومية التي تقدمها الدولة ضمن سلسلة مشروعات الخطة التنموية الضخمة لعام 2052 م، حيث تركز الحكومة على الساحل الشمالي بهدف تحويله لمنطقة حيوية؛ لتعظيم قطاع السياحة وخلق مجتمعات سكنية وسياحية كاملة وبالتالي توطين المزيد من السكان بها؛ لاستغلال موقعه وطبيعة أرضه وظروفه المناخية، وأكبر دليل على ذلك هو كم المشروعات الضخمة التي يتم تنفيذها خلال الفترة الراهنة والتي يتم التعاون من خلالها مع أكبر المستثمرين سواء داخل مصر أو خارجها؛ لإقامة مدن مليونية ومستدامة الخدمات تضمن التوافد عليها على مدار العام، وليس بصورة موسمية كما كان عليه الأمر في الماضي.
المشروعات التنموية في الساحل الشمالي الغربي
بالنظر إلى مخطط المنطقة وبالتحديد قرى الساحل الشمالي بالترتيب؛ نجدها أنها غير كافة؛ لتكون منطقة متكاملة الخدمات صالحة للعيش على مدار العام؛ لذلك تخطط الدولة لإقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية ضخمة، عبر مجموعة من المشروعات المتميزة وربطها مع بعضها البعض سواء بشبكة طرق متطورة أو وسائل نقل حديثة، وأبرز ما يضمه المخطط المستهدف للساحل الشمالي الآتي:
- المشروع العملاق للإنتاج الزراعي، الممتد على محور الضبعة، بواقع مليون فدان في المرحلة الأولي، قابلين للزيادة في المراحل التالية، ويضم عدة مشروعات هامة أبرزها "مستقبل مصر".
- مشروع رأس الحكمة الساحل الشمالي، المستهدف منه أن تصبح المنطقة مقصداً سياحياً عالمياً يعمل على تشجيع الاستثمارات للقطاع الخاص.
- مشروع محطة الضبعة النووية.
- مطار العلمين الدولي.
- مدينة العلمين الجديدة الممتدة على مساحة 50 ألف فدان.
خطوات البداية لتحويل الساحل من صحراء لمدن ومجتمعات عمرانية متكاملة
البداية كانت مع القرار الجمهوري رقم 361 لعام 2020 م؛ لإعادة تخصيص قطع الأراضي ناحية الساحل الشمالي الغربي بمساحة 707 ألف فدان؛ لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة؛ لاستغلالها على الوجه الأمثل في إقامة مجتمعات عمرانية جديدة، ومن هنا بدأت الحكومة في وضع مخطط لتنمية الساحل الشمالي الغربي بالشكل الذي يضمن الاستغلال الأمثل للأراضي، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية وتوفير فرص عمل جديدة، وتلك المنطقة مستهدف منها استيعاب الزيادة السكانية تقدر بحوالي 34 مليون نسمة، حيث تشمل تلك المنطقة، مناطق صناعية ولوجيستية وميناء رئيسي متعدد الاستخدامات ومركز للحرف والصناعات اليدوية بالإضافة إلى إنشاء مدينة أوليمبية ومدينة سكنية متكاملة المرافق والخدمات يوجد بها وحدات إسكان للشباب وسكن اجتماعي ومنطقة صناعية متطورة ومنطقة معارض مفتوحة.
وبالتوازي مع ما سبق، قد حرصت الحكومة المصرية على تقنين أوضاع الكيانات القائمة، وتنفيذ العديد من الوزارات مشروعات لتطوير المحاور والطرق، مع مراعاة أكبر قد ممكن من التوسعة وعدد الحارات المرورية، والحرص على تنفيذ مراكز للخدمات ومحطات للوقود لخدمة المواطنين؛ لاستيعاب حركة المرور والكثافة الكبيرة المتوقعة مستقبلاً وبالشكل الذي يتكامل مع الشبكة القومية الحديثة للطرق ووسائل النقل العامة في الجمهورية.
العلمين الجديدة، حجر البداية للمدن المستدامة في الساحل الشمالي
لكي يصبح الحلم حقيقة، كان لابد من إقامة مدينة على أرض الواقع داخل الساحل الشمالي بالمفهوم التنموي الشامل الذي تطمح في تقديمه الدولة المصرية، وأكبر مثال حي على ذلك، مدينة العلمين الجديدة الواقعة داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح، وذلك بطول 48 كم من الطريق الدولي "الاسكندرية _ مطروح"، وتبدأ حدودها من طريق وادي النطرون إلى الضبعة، وهي واحدة من مدن الجيل الرابع وأول مدينة مليونية في الساحل، وتتشابه إلى حد بعيد مع العاصمة الادارية من حيث ضخامة المشروعات العالمية التي ستقام عليها، وقد تم اختيار موقع المدينة بمنتهى الدقة بحيث تكون بوابة مصر على افريقيا، ومن المتوقع لها أن تغير خارطة الساحل بالكامل؛ لكونها مدينة سكنية قادرة على استقطاب المواطنين على مدار العام وليس في موسم الصيف فقط.
تمتد مدينة العلمين الجديدة على مساحة 50 ألف فدان، وتمتد بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي، ومن المتوقع لها أن تستوعب نحو 3 ملايين نسمة وتقدر قيمة الاستثمارات بها لنحو عشرات المليارات، وتنقسم إلى عدة قطاعات "سياحية وتاريخية وسكنية" بحيث تقع الشريحة السياحية على ساحل البحر الأبيض، والاستثمارية جنوب طريق اسكندرية مطروح الدولي، والشريحة التاريخية والأثرية بمقابر العلمين.
القطاع السياحي في المدينة سوف يضم العديد من المشروعات الهامة وأبرزها "حي الفنادق، مركز المدينة، الحي السكني المتميز، حي حدائق العلمين، مرسى الفنارة، مركز المؤتمرات، المنطقة الترفيهية، المركز الثقافي، حي مساكن البحيرة، منطقة أرض المعارض، كما يوجد في المدينة منطقة الفنادق التي تضاهي أبراج دبي، ومركز طبي عالمي على مساحة 44 فدان، ومدينة تراثية وأول محطة إنتاج مياه الشرب بتكنولوجيا التكثيف تصل إلى 100 ألف لتر مياه يومياً، ومحطة للصرف والتحلية، ومشروع حواجز للأمواج، ومشروع زراعة للمحاصيل مثل النخيل والتين، وكورنيش عالمي بطول 14 كم، وناطحات سحاب على ساحل البحر والمطروحة فوق منصات بارتفاعات تبلغ نحو 35 م، وتضم أبراج تجارية وإدارية.